Sunday 23rd november,2003 11378العدد الأحد 28 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أصناف المائدة العسيرية في رمضان تميزه عن الشهور الأخرى أصناف المائدة العسيرية في رمضان تميزه عن الشهور الأخرى

* أبها - أمل القحطاني:
تتنوّع العادات والأساليب من منطقة الى أخرى في شهر رمضان المبارك، ولكنها تتفق جميعاً على تبادل الزيارات وكثرة التواصل الأسري بين الأهل والأقارب وعمل بعض الأصناف المعينة والمخصصة على مائدة الافطار أو السحور.
ولمنطقة عسير ما يميزها عن غيرها من عادات وأكلات شعبية رمضانية توارثتها الأجيال فأصبحت من الأشياء الأساسية في هذا الشهر الكريم والتي جعلت له طابعاً خاصاً في نفوس أبنائه ومذاقاً مختلفاً عن غيره من الشهور الأخرى.
و«الجزيرة» ترى ان تقدم بعضا من هذه العادات والأصناف المختلفة لقرائها.. وذلك عن طريق بعض الأمهات والأهالي في المحافظات المختلفة.
أولا- في مدينة أبها.. تقول احدى الأمهات كان سكان مدينة أبها قديما ولا يزالون حتى الآن يعملون الكثير من الأصناف التي انفردت بها منطقة عسير، ولعل من أهمها «الحنيذ البلدي» وهو اللحم الذي يُدفن تحت الأرض. أيضا العريكة والسمن واللبن، وخبز الميفا ويسميه البعض «خبز التنور» والتنور عبارة عن مجسم يشبه البرميل في شكله وهو مصنوع من الاسمنت يوضع بداخله الحطب وبعد ان يكتسب حرارة عالية يلصق العجين بداخله. وهذا الخبز امتازت به المنطقة عموما سواء في مدينة أبها أو غيرها من المحافظات المجاورة لها.
كما يشير أحد الأهالي الى أنهم كانوا قديما يتناولون على وجبة الافطار أنواعا من الخبز حسب الموجود كخبز الذرة وخبز الشعير وخبز البر كذلك بعض أنواع الفاكهة المحلية الموسمية التي تتوفر خلال شهر رمضان المبارك.
ومن يدخل مدينة أبها يجد الكثير من النساء والأمهات اللاتي يعملن بالأسواق الشعبية يصنعن بعض الأصناف والمأكولات بأيديهن ثم يقمن ببيعها مثل: الحلبة واللحوح وخبز التنور. وهي تلاقي اقبالاً كبيراً ومتواصلاً من قبل المشترين.
كما تقول احدى الأمهات ان بعض السيدات في المنطقة يقمن بزيارة جاراتهن في وقت الظهر خلال هذا الشهر وذلك لانشغالهن فيما عدا ذلك من الأوقات.
أما في محافظة رجال ألمع وما جاورها فتقول «أم يحيى»: لقد جرت العادة لدى النساء في ليلة رمضان على القيام بوضع الحناء في رؤوسهن والمشطة والريحان والطيب وذلك احتفالاً وبهجة بقدوم هذا الشهر الفضيل، كما تقوم سيدات أخريات بوضع الحناء في أيديهن وأرجلهن.
أما عن الأصناف التي تقدم على مائدة الافطار فهي المغش وهو عبارة عن «لحم ومرقة وطماطم» توضع في اناء من فخار ثم توضع في التنور «الميفا». كذلك خبز الخميرة وهو يشبه الذرة ولكنه يميل الى اللون الأحمر، أيضا الحلبة وخبز التنور ويسميه البعض في محافظة رجال ألمع «خبز الموسّم» كما أشارت الى ان الزيارات بين الأهالي في هذه المنطقة يوميا ولا تنقطع حتى في العشر الأواخر وان الروابط الاجتماعية في هذا الشهر تكون أكثر تماسكاً.
وتشير الأخت «هدى العسيري» الى أنه في السنوات الأخيرة يأتي شهر رمضان المبارك في وقت الشتاء والبرودة الشديد على مدينة أبها، فتقوم معظم الأسر بالانتقال الى المناطق الساحلية الدافئة مثل محايل عسير وتهامة والشقيق وغالبا ما تقضي الأسر معظم الأوقات في هذه الأماكن ويتناولون وجبة «المضغوط» وهي الوجبة الشهيرة في منطقة عسير وخاصة في أيام الشتاء.
ومن المشروبات المعروفة في منطقة عسير القشر والسنوّت.. وغيرها من المشروبات الأخرى كالحبق والنعناع.
وفي محافظة الواديين.. تقول «أم سعيد» لقد جرت العادة قديماً على تقديم أنواع محددة على مائدة الافطار في شهر رمضان وذلك على حسب امكانات كل أسرة وحالتها المادية.. ولكن كثيراً ما يقدم على مائدة الافطار العصيدة «الثريد» والسمن وإذا لم يوجد السمن يوضع اللبن أو العسل، أيضا المرق والخبز بأنواعه المختلفة وكان أجود نوع هو البُر ولا يحصل عليه سابقاً إلا أشخاص حالتهم المادية جيدة.
كذلك أكلة «المسيّلة» وهي تُصنع من دقيق الذرة ولها طعم خاص ومميز، وفي بعض الأحيان يُوضع عليها البصل الأخضر.
كما ان من عادات أهل المنطقة التجمع العائلي على مائدة الافطار عند أحد الأقارب لتجتمع العوائل والأسر ويشعرون بلذة الشهر وجمال التواصل والترابط.
ويقول أحد الأهالي إنه قديماً في قرى المنطقة والأرياف كانت تمارس الفتاة أعمالاً شاقة حتى في شهر رمضان، فهي تقوم برعي الغنم وتجلب الماء من البئر وتقوم بصرم المزروعات ثم بعد هذا كله تتجه الى داخل المنزل لتنظيفه وترتيبه وإعداد مائدة الفطور وذلك حسب امكانات كل أسرة.
وفي السودة اشارت احدى الاخوات الى ان بعض النساء تقوم بعمل مجموعة من الأصناف الرمضانية في منزلها ثم تقوم بعرضها في السوق وبيعها وفي هذا العمل مساعدة للرجل وذلك لتحسين الدخل المادي للأسرة.
أما محافظة سراة عبيدة وأحد رفيدة فهي لا تختلف كثيرا عن أبها والواديين فمعظم العادات والتقاليد واحدة والأصناف متقاربة جداً، فمن الأساسي ان تجد على مائدة الافطار الشوربة والسمبوسة ولقمة القاضي وخبز التنور والحلبة، أما مائدة السحور فدائما ما تكون «كبسة لحم» وخاصة في الليالي الباردة.
كما أشارت الأخت «نورة العبدالله» الى ان بعض ربات البيوت قد اعتدن قبل دخول شهر رمضان المبارك بيوم أو يومين على ترتيب البيت وتنظيفه وخاصة المطبخ والقيام بتغيير أماكن الأثاث في المنزل وذلك ابتهاجاً وفرحة بقدوم هذا الشهر العظيم.
وأخيراً فإن معظم هذه العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الكريم ما زالت تمارس حتى الآن وذلك ليستشعر الأهالي طعم رمضان وطابعه الخاص والمميز في منطقة عسير.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved