لقد فجعت صباح الاثنين 23/9/1424هـ عندما تلقيت من أحد الاخوة الكرام نبأ وفاة الأخ الكريم المقدم منصور السعيد - رحمه الله - الذي غيّبه الموت عنا.. ذلك المصير الذي سوف يمر به كل مخلوق على وجه هذه المعمورة هذه الدنيا الزائفة.. نعم زائفة عندما يتأمل الإنسان المسلم العاقل مصيره جيداً وأن الموت لا محالة آت فهو ينظر إلى هذه الدنيا باعتبارها دار ممر وليست مستقراً.
إننا والحمد لله مؤمنون بقضاء الله وقدره والحمد لله على ذلك وليس لنا الاعتراض على حكمه جل وعلا.. ولكن لما لهذا الرجل - رحمه الله - من معزة وتقدير في نفسي وفي نفوس كثير ممن تعاملوا معه وددت أن أسطر هذه الكلمات فقد كان - رحمه الله مثالاً في حسن الخلق وحسن التعامل والأخذ والعطاء مع الناس باحترام جم وأدب وتواضع كبير وكان - رحمه الله - مثالاً لعلو الهمة وبشاشة الوجه فقد تقلد وظائف عديدة أذكر منها عندما كان في مرور الرياض وفي وحدة المواكب وأخيراً الدوريات الأمنية بالرياض وفي المنطقة الشرقية فقد كان مثالاً لصفات حميدة اجتمعت في رجل واحد.. وأن تلك الجموع الغفيرة التي حضرت إلى جامع عتيقة وكذلك إلى المقبرة لتشيع جثمان فقيد غال على نفوسهم كان ذلك الحضور أكبر دليل على حب الناس لذلك الرجل ليس لشيء بل لحسن تعامله مع الناس ليس لشيء بل لبشاشته وطيب معشره وتواضعه.. وأن تلك الجموع التي شيعت تلك الجنازة لهي شاهدة له أمام الله على كريم تعامله لأننا شهداء الله على أرضه ولا يبقى في هذه الدنيا الفانية غير الذكر الطيب والعمل الصالح أما غير ذلك فهو زائل وزائف و أن حسن التعامل وكريم الأخلاق هو خير رصيد يتركه المسلم بعد مماته فهل من متعظ ومتأمل؟ فلا نملك إلا أن نقول رحمك الله يا أبا طلال وجعل الجنة مسكنك ومثواك وجمعنا بك في جناته جنات النعيم.. واننا نشهد الله على اخوتك في الله وكريم خلقك وحسن تعاملك فنسأل الله لك المغفرة والرحمة الواسعة منه جل وعلا.. أنتم السابقون ونحن اللاحقون ونسأل الله جل وعلا أن يلهم أهله وذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و{انا لله وانا اليه راجعون} ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
|