إن ما أكتبه ليست فكرة أوخاطرة.. وليست موضة عابرة.. إنما عبرة خانقة.. وغيرة في نفسي صاخبة.. تدفعني لإطلاق الحروف.. لعقول مئات الألوف.. أناشد كل إنسان عابد.. لا يسره أن يكون لربه جاحداً.. أن ينظر بين سطوري نظرة إيمان صادقة.. نظرة وعي حاذقة.
شهر رمضان شهر فضيل، وصيام العشرة الاواخر منه فيه الأجر الكبير وقد أكرمني عز وجل أن أكون من الصائمين الزائرين لبيته العظيم بنفس مؤمنة مطمئنة.. حيث الطهر والنقاء.. حافية بخطواتي حول الكعبة.. بخالص الدعاء مبتهلة.. بين يدي الغفور التواب الرحيم وإذا بإنسان يطوف حول الكعبة رافعاً يده داعياً السميع المجيب، راجياً الاستجابة، ينسحب من هذا الموقف الجليل ليجيب على الهاتف الجوال الذي يحمله أثناء طوافه.. معتزاً بنغماته.. نغمات هنا وهناك.. هذا يجيب وذاك.. ورب العالمين متواضع للعباد، وبعض فتياتنا العربيات المسلمات «اللهم احفظ» اللثام يبهر الأنظار، شفاف لامع، والحواجب مرسومة، والعباءة مفتوحة وكأنها.. وكأنها.. تريد خلعها كما خلعت الحشمة والوقار، وتحلت بسهام جارحة تجرح الخجل والإيمان وإن كان هؤلاء قلة ولله الحمد.
تألم فؤادي كما تألمت قدمي من نوى تمرٍ واقع على أرض الحرم، وكم طلبت الرحمة من الله تعالى لسوء منظر ونظافة هذا الحرم الطاهر، بقايا طعام.. قهوة مكبوبة.. كاسات فارغة.. مناديل.. الخ، وعمال النظافة بالرغم من جهودهم إلا أنه للأكثرية الغلبة.
لقد تجرأتم، نعم والله تجرأتم.. عُدم الإحساس، طُفِئ الخجل، لا احترام لهيئة الكعبة المشرفة ولا لحرمة الحرم المكي.. وبقايا الطعام ما هذا يا بشر!!، ولأن في نفسي إيماناً صادقاً.. ولأنني أم لبراعم صغيرة.. ولأني اعشق هذا المكان الطاهر وأغار عليه كسائر المؤمنين أتوجه بكل ما تعنيه سطوري من معان وأهداف للجهات المسؤولة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكل أب وأخ وزوج، لمحاربة سلوكيات تعارض قيمنا الدينية ولمنع كل ما يعيق نمو البراعم الصغيرة نمواً سوياً ولمنع كل.. كل.. كل ما يمس بالسوء.. هيبة الحرم المكي.
|