Sunday 23rd november,2003 11378العدد الأحد 28 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحمك الله يا فهد الشريدة رحمك الله يا فهد الشريدة
مرزوق بن مبارك الشريدة/ الأفلاج البدائع

بارك الله لك وبارك عليك، وجمع بينكما في خير، كانت هذه العبارة تعج بها أرجاء القصر.. السرور يعلو الجميع.. كان يوما جميلاً.. كان رائعاً في ابتسامته.. كان عظيما في بهجته أصبح ينثر سوسنه وأضحى يبعثر عبقه، وأمسى وكأنه يخيط بقايا فرحه، وبعد انتهاء وجبة العشاء أخذ الناس ما بين واقف وجالس يتسامرون ويضحكون هي فرصة للالتقاء بأشخاص غابوا عنا كثيرا، وفي اثناء البسمات الحانية التي تعتلي اسوار القصر.. وبينما الناس يطلقون معاني السرور وفي الساعة الثانية عشرة ليلا خيم السكون وحضر سارق لم نره ليخطف فهد بن عبدالله الشريدة ابن عمي وابن عم العريس.


وما الموت إلا سارق دق شخصه
يصول بلا كف ويسعى بلا رجل

حمل إلى المستشفى تصحبه الدعوات.. وفي أثناء الطريق.. جاء الخبر الصارخ (مات الرجل) كلمة مفجعة.. كلمة مميتة.. عندها نشب الصراع في لحظة كانت المؤثرات فيها سعيدة فبقي الحزن وحده يتهاوى.. ضبابية وأحيانا انعدام في الرؤية.
قلت في نفسي هل صحيح خبر وفاته؟ هل انتهت في الدنيا حياته؟ هل جف القلم مداده؟ انه ابن التسع عشرة سنة.. قلت وحديثه اليوم لي عندما علم بطلب نقلي للرياض كان يقول الغداء والعشاء كل يوم عندك قلت والإفطار أيضا قال: لا في الجامعة.. وفي ذلك اليوم تناولنا معه الغداء والعشاء، وكنا على أمل اللقاء في اليوم التالي لتناول الافطار ليكون الجواب كما قال: لا الأبدية لتنطلق لحظة الفراق وما أقساها ليأتي يومه الموعود وما أمره.. ويترك خلفه اهله تثقلهم الآهات ويترك أحبابه يختزنون ذكرياته المشرقة كشروق الشمس على صفحة البحر الهادئ.. آمنا بقضاء الله وقدره { انا لله وانا اليه راجعون } .


حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
حتى يرى خبرا من الأخبار

وافاه الأجل ليلة الجمعة وصلي عليه بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد عتيقة وخرج به الى مقبرة المنصورية، وخرجت السيارات تترى يتبعون الجنازة وقد سيطر عليهم الوجوم.
دفن فدفنت معه أحلامه دفن ودفنت معه ابتساماته وانهال عليه التراب ليبقى صوته في فضاء محبيه.. نعم قبر الرجل ولم يقبر حسه في نفوس الناس واراه التراب ولم يتوار تواضعه عن اعين الناس.
توقفت كثيراً لأتساءل عن اللوحة التي رسم فيها الأمل المنشود اللوحة التي لم نر فيها إلا بسمته وبساطته وخلقه المهذب فقد عرف بالخير والتقى رحمه الله كم كان عفيفا صالحا وكم كانت زكية نفسه كان جادا في دراسته ملتفا حول أسرته لم نعلم أنه آذى احدا أو سب احدا أو كره أحدا.
رحمه الله رحمة واسعة وأنار الله قبره وجعل الجنة مثواه ورزق أهله الصبر والاحتساب ورحمنا الله ووالدينا ووالديه وجميع المسلمين.. آمين.. فقولوا آمين.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved