فتحت جملة من الأسباب الموضوعية الأبواب على مصاريعها لعودة الذين انجرفوا وراء الموجة الإرهابية للعودة إلى جادة الصواب، وبشكل خاص فقد كانت دعوة الأمير نايف إلى هؤلاء بأهمية مراجعة أنفسهم والاستسلام ووعود سموه لهم بتخفيف العقوبة على من يستسلم أثراً كبيراً في عودة الشيخ الخضير وعبدالله السلمي.
لقد كانت دعوة سمو وزير الداخلية صادقة وصادفت وقعاً طيباً لدى هؤلاء ومن المؤكد أن استسلام الخضير وعبدالله السلمي باعتبارهما من المرجعيات لأولئك الشباب سيدفع بتابعيهم أيضا إلى الاستسلام مع سماعهم للمبررات التي تحتم ذلك وللمعاملة الطيبة التي يتلقاها المستسلمون.
وهناك أيضا الرفض الواسع على صعيد الوطن والدول الاسلامية للجرائم المروعة التي ارتكبها الإرهابيون حيث تكوّن رأي عام قوي وشاجب ومندد بتلك الجرائم التي تسيء للاسلام وللبلاد وللمجتمع والتي روعت الآمنين وقتلت الأبرياء بغير وجه حق.
هناك الذين انساقوا وراء الفكر الارهابي، لكن حتى هؤلاء الذين كانوا يخططون ويشكلون الإطار الفكري الذي يحفز على اطلاق تلك الأعمال الهدامة راجعوا أنفسهم وتبين لهم خطل توجهاتهم وعادوا إلى جادة الصواب.
إن حجم القتل والدمار والخراب والاثر النفسي السيىء المترتب على تلك الجرائم التي لا يقرها دين ولا يسندها عرف وتعتبر سبة في وجه مرتكبيها كلها أمور لا تشجع أياً كان على الاقدام مجدداً على مثل هذه الجرائم.
وتبقى قمة الشجاعة الاعتراف بالخطأ والعزم على عدم العودة إليه، بدلا من حالة التردد فإن الاقدام على فعل الشيء الصحيح يعني الخروج من مستنقع الاخطاء ربما بأقل الخسائر، بينما الاستغراق والانغماس في هذه الجرائم من واحدة إلى أخرى يعني تراكم الاخطاء وصعوبة التخلص منها.
|