قبل أيام قليلة حينما بثت القناة الأولى تراجعات الشيخ علي الخضير عن فكره السابق قالوا كلاماً عجيباً فمن قائل إنه مكره ومن أجل ذلك لا نقبل كلامه؛ وقالوا: إن الخضير اعترف تحت وطأة التعذيب أو التهديد وتحدثت مواقعهم على الانترنت بكلام هم أنفسهم أعلم الناس بكذبه، لأنهم هم الذين نسجوا الأكاذيب حول انجازات الوطن.
وكل ما سبق في جهة وتلك القناة غريبة الأطوار التي لم تأت بخبر الخضير وكأنه موجه ضدها (!!) كاد المريب أن يقول خذوني(!).
وها هو ناصر الفهد يعلن تراجعه الكبير والجميل والمطعم بالنصوص الشرعية والنقول المهمة عن أهل العلم مثل ابن تيمية وغيره.
وهنا وقفة بل وقفات مع حديثه المهم أجملها في نقاط:
(1) ما أجمل ما كرره الفهد في حواره ان ما مَرَّ به تجربة مهمة وهذه التجربة أوصلته وبقناعة تامة إلى الرجوع؛ وأجمل من ذلك قوله: إننا اختصرنا الطريق على غيرنا بأننا عرفنا هذا الفكر وتراجعنا؛ فلا تقعوا في مثل ما وقعنا فيه.
(2) أقسم بالله الفهد أنه هو الذي طلب الحديث دون أي ضغوط بل برغبة منه بعدما رأى ما حدث فهل هناك من يستطيع ان يشكك في مسلم يقسم بربه.
(3) قال الفهد: لم يستفد من هذه التفجيرات والأحداث سوى أعداء الدين ولم يتضرر منها سوى المسلمين؛ هل يعي حملة السلاح هذه الرسالة؟!
(4) من أجمل ما قاله الفهد في حديثه هذا أن تغير المسمى لا يغير الحقيقة، فحينما نسمي العمل جهاداً لا يدل ذلك على أنه جهاد بل هو فساد وإفساد في الأرض.
(5) تكلم الفهد وقبله الخضير بكلام مؤثر ومهم في أن الدليل الأكبر على انحراف هذا الفكر تمثل في قتل المسلمين وبخاصة ما شاهده العالم أجمع في حادثة مجمع المحيا التي حدثت في شهر رمضان وأزهقت فيها أرواح مسلمة.
(6) أليس من حقنا ان نعرف أهمية الكلمة التي قالها الفهد حول من يهاجر من هذه البلاد ظناً منه انه في هجرة دينية بأنه ليس هناك أفضل من هذه البلاد.
وهنا أليس من حقنا ان نقول لهؤلاء المرتزقة الذين يعرفون أنفهسم جيداً: اتركوا وطننا وشأنه.
كان الفهد في حديثه متحمساً على إبراء الذمة وقد وضحت عليه علامات الصدق والندم وهذه باختصار أفضل رسالة يجب ان يعيها الشباب.
يوسف بن محمد العتيق
|