Sunday 23rd november,2003 11378العدد الأحد 28 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في ثاني اعتراف إيجابي نحو الحق والصواب.. الشيخ ناصر الفهد: في ثاني اعتراف إيجابي نحو الحق والصواب.. الشيخ ناصر الفهد:
خذوا العبرة مني.. وانتهيت لدروس وعبر مما حدث من فتن
لن نجد أكثر من بلادنا أمناً واستقراراً وتطبيقاً لشعائر الإسلام

* متابعة - محمد العيدروس- وهيب الوهيبي:
تراجع الشيخ ناصر الفهد أحد الثلاثة الذين تم إيقافهم مؤخراً عن آرائه وفتاويه التحريضية السابقة، في خطوة أعقبت ما تراجع عنه الشيخ علي الخضير مباشرة.
وأعلن الفهد في حديث بثته القناة الأولى في التلفزيون بعد صلاة مغرب يوم أمس إقراره بالأخطاء التي ارتكبها، ودعا الشباب الذي انحرف وسلك طريق الخطأ إلى التراجع والاستفادة من تجربة خاطئة مرة وقال: إن مبدأ التكفير لا يجوز وقد عظم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، كما لا يجوز حمل السلاح والخروج على السلطان مهما كانت الأمور.
وبدأ الشيخ ناصر الفهد الذي كان يتحدث بصراحة متناهية وارتياح واضح في استديوهات التلفزيون متأثراً عما شهدته المملكة من أحداث جسام و فتك بدماء المسلمين من غير حق.
وأبدى الفهد الذي استشهد في حديثه بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة أسفه وندمه على أحداث التفجير مبينا أنه لا يقر مثل هذه الأعمال ولم يتوقع أن تسفر الأمور إلى ما آلت إليه.
وأكد الشيخ الفهد أن شعائر الإسلام قائمة في بلادنا بحمد الله ويجب المحافظة على هذه النعمة وواجب كل مسلم طاعة ولي الأمر وقال: لن نجد أكثر من هذه البلاد أمنا واستقرارا وتطبيقاً للدين الإسلامي.
وتطرق لقضية ذهاب بعض الشباب للجهاد في العراق، وقال إنه لا يرى أهمية وجوازاً، لأن يذهب بعض الشباب المتحمس للجهاد هناك. فالمسلمون لا يعرفون ما الذي يدور ويحدث هناك من فتن. ووجه الشيخ الفهد رسالة للشباب الذين تأثروا وانقادوا وراء تلك الفتاوى التحريضية بالتكفير والخروج عن ولي الأمر والجماعة.. وقال: إنني أنصحكم بأخذ العبرة منا ومن غيرنا. وأردف: لقد خضنا تجارب وانتهينا لدروس وعبر مما مضى واستفدنا من ذلك. وكرر: «خذوا العبرة مني.. فلا خير في حمل السلاح والإقدام على ما لا تحمد عقباه».
وشدد الشيخ الفهد الذي تحدث تلفزيونيا لقرابة «45» دقيقة في حوار مع الدكتور الشيخ عائض القرني وجها لوجه، مرتدياً ثوباً ناصع البياض وشماغاً أحمر، على عدم وجوب تكفير المسلمين وحذر من مغبة ارتكاب ذلك.
وقال: إن اطلاق لقب كافر على أي مسلم أمر غير محمود ويترتب عليه مفاسد كثيرة، كما أن التكفير في الأساس له ضوابط صارمة يفتي بها علماء أجلاء من أهل العقد والعزم وليس فتوى يصدرها جاهل أو عابث.
وحول مفهوم أمير الجهاد أو الجماعة الذي يستخدمه بعض المجتهدين في الدين ويتبعونه، قال الشيخ الفهيد إن الإمامة لا تجوز إلا لإمام المسلمين أو الحاكم.
وأضاف: أن التناصح باللين والاعتدال هو أكفأ درءاً للمفاسد وما حدث وكان لم يتضرر منه سوى المسلمين فقط.
مشيراً في هذا الصدد إلى أنه قد خاض تجربة مع الشيخ علي الخضير في ممارسات و إصدار فتاوى خاطئة واستفاد من تلك التجربة ورجع لطريق الصواب.
ورداً على سؤال حول الأسباب التي قد تجعل الشاب ينحرف عن جادة الطريق القويم والدخول في ذلك العث الفكري والتطرف والغلو. اعتبر الشيخ الفهد أن هناك عدة أسباب منها الجهل وسوء الفهم والتأثر بفتاوى خارجية.
مشيراً إلى أنه إذا لم يتكاتف أهل العلم والفكر لتوعية هؤلاء فستقع مفاسد كثيرة في العالم الإسلامي.
وشبه الشيخ الفهد ما يقوم به بعض من هؤلاء الأشخاص بالخوارج الذين كفروا أهل الإسلام وأحلوا سفك دمائهم وكفروا العموم. وقال: لقد تبين لنا خطورة ما حدث وقمنا به من أمور وأقول وأعلن تجربتي لجميع الأخوة بعد أن رأيت النتائج التي ترتبت ولا تسر أي مسلم إطلاقاً.
حديث الشيخ ناصر الفهد ترك أصداء إيجابية واسعة عقب تراجعه وإعلانه مرارة وقسوة التجربة التي مرت به هو والشيخ علي الخضير ومن تبعهما.
كما واكب ذلك أيضاً تسليم أحد الأشخاص الذين ساروا على نهج مماثل وهو عبدالله عطية السلمي لنفسه طواعية إلى سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.
ويتوقع أن تتوالى العديد من الأحداث الإيجابية خلال الأيام القادمة، على ضوء تراجع الشيخين الخضير والفهد عن أفكارهما السابقة.
وفيما يلي نص ما بثه تلفزيون المملكة العربية السعودية في قناته الأولى مساء أمس السبت.
وبدأ الشيخ الدكتور عايض القرني المقابلة بما يلي..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أيها الإخوة المشاهدون.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. معنا هذه الليلة حق ورجوع إلى الصواب واتباع إلى الدليل وليس هناك غموض وليس هناك أسرار ولا ألغاز ولا مؤامرة وراء الكواليس.. نريد الحق نريد الخير نريد أن يرضى عنا ربنا وحده سبحانه إنك تعلم ما نريد..
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
يقول عليه الصلاة والسلام «كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون».ويقول مالك بن أنس (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا محمدا عليه الصلاة والسلام).
ومعنا هذه الليلة الشيخ ناصر بن حمد الفهد في حوار وفي رشد إن شاء الله وفي رجوع إلى الدليل واتباع للصواب.. حياكم الله ياشيخ ناصر وأهلا وسهلا.
الشيخ ناصر الفهد حياكم الله وأهلا وسهلا.
الشيخ عايض القرني: أتوجه إليكم بارك الله فيكم بالسؤال خاصة أن هناك من قد يشكك في هذا الصواب الذي تعرضونه إن شاء الله والرجوع..
* هل أنت مقتنع بما تقول أو أكرهت على ذلك بارك الله فيك؟
- أبدا.. جميع ما سأقوله مقتنع فيه تماما ولم يمارس علينا أي ضغط بل جميع أمر هذه المقابلة أنا طلبت ترتيبها من أجل إبراء الذمة.
* أنت الذي طلب بنفسك؟
- نعم.
* الشيخ عايض القرني.. يعني كتبت في ذلك تطلب أن تقول كلاما حول الموضوع؟
- نعم.
* ياشيخ والأسباب التي دفعتكم إلى أن تقول هذه المراجعة؟
- الحقيقة استفادة من التجربة مما حصل في الفترة الماضية خلال الأشهر الستة الماضية جعلت الواحد يفكر كثيرا ويراجع كثيرا من أقوله وفتاواه وما حصل له من أقوال.. رأى انه فعلا يعني ساقت أمور يعني أتت بأمور لاتحمد عقباها ودخلنا في أمور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرها.. فمع التفكير ومع القراءة ومع الاستخارة ومع الأحداث التي حصلت مؤخرا يعني لم تجعل لنا خيار آخر خصوصا التفجير الأخير.. هذا يعني حصل في نفسي تغيير كثير جدا صدمت صدمة عظيمة لما حصل في شهر رمضان.
* الشيخ عايض القرني: يعني انفجار مجمع المحيا..
- الشيخ ناصر الفهد: نعم.. انفجار المحيا لما حصل صدمة صدمة شديدة جدا جدا رأيت المسجد قد هدم في رمضان رأيت الحارس السوداني أب لخمسة أطفال رأيت مجموعة من الأسر المصرية والأردنية وكذا هذا من الفساد في الأرض ليس من الجهاد في شيء.. فالحقيقة بعدما رأيت هذا المنظر إبراء للذمة من أجل أن قد يعتقد أحد أننا نجيز مثل هذه الأعمال ونحن نبرأ إلى الله منها وممن يعمل مثلها.. طلبت أنا نفسي طلبت.. كتبت طلب إبراء للذمة من أجل ان يعرف الناس اننا لا نقر مثل هذه الأمور.. وان هذه الامور محرمة.. فأنا الذي طلبت.. وأنا أقسم بالله على ذلك حتى لا يقال إنها مورست علينا ضغوط او كذا ابدا.
* الآن ياشيخ ناصر.. هل تعرضت لضغوط اثناء التحقيق حتى استخرجوا منك معلومات أو تراجعاً؟
- أبدا.. بالنسبة للتحقيق وأثناء التحقيق حتى المعاملة في المعتقل كانت معاملة حسنة جدا وهذه أقولها كانت معاملة جدا راقية وكان التعامل معنا في غاية الأدب.. يعني كانوا يعاملوننا أثناء التحقيق وحتى أثناء الاعتقال كانوا ينظرون إلى رغباتنا وصرف لنا كتب من أوائل الأيام وكان يأتينا ضباط ويسألون عن الأمور التي نرغب فيها تحقيقها.. فكانت معاملتهم جدا معنا لا في التحقيق ولا في إدارة السجن معاملتهم جدا طيبة.
* الآن ياشيخ.. لما بلغك خبر تفجيرات وقعت في مجمع المحيا ما هو شعورك الأولي؟
- والله صدمت جدا جدا.. يعني ما صدمت ربما في حياتي يعني أول ما قرأت الخبر قرأت في إحدى الصحف يعني دهشت أولا في رمضان نحن في رمضان مثلما قرأت التفاصيل ورأيت الصور «اثنتان من النساء» فقدت كل واحدة منها عيناً رأيت أطفالاً حتى أطفال من المسلمين ورأيت أسراً مصرية وأسراً لبنانية وأسراً أردنية يعني هذه لا يقرها أي عاقل فضلا عن مسلم فضلا عن طالب علم.. مستحيل أن يقر مثل هذه الأمور نحن نبرأ إلى الله منها فشعرت بصدمة شديدة لما رأيت هذا.. وهذا الذي جعلني أطلب عمل مثل هذه المقابلة من أجل إبراء الذمة وبيان للناس اننا لا يمكن بحال أن نقر مثل هذه الأعمال.
* والذي يسميها جهاد.. بعض الناس يسمونها جهاد؟
- هذا من الفساد.. هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الخمر تشرب في آخر الزمان وتسمى بغير اسمها فهذا مثل هذا يفجر في بلاد الإسلام ويقتل مسلمون ويقتل أطفال صبيان وكذا ويسميها جهاد هذا لا يغير من الحقيقة..
الاسماء لا تغير من الحقائق.. العبرة في الحقائق نفسها لا بالالفاظ.
* الآن الذي يفجر نفسه ويسمى شهيداً ما رأيكم في هذا؟
- يفجر نفسه مثل الأعمال هذه.. هذا أبدا ليس من الشهادة.. الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديثه الذي رواه البخاري عن جندب أن رجلا كانت فيه جراحه فقتل نفسه فقال الله سبحانه وتعالى «فبدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة» فمثل هذا يعتبر انتحاراً.. كيف يقتل مسلمون ويقتل نفوس معصومة ويتلف أموال وفي بلاد الاسلام.. أنا لا اعتبرها شهادة أبدا وهذا الذي دل عليه الدليل.
* الشيخ ناصر الفهد: الآن ياشيخ عندنا جاليات دخلت بلادنا غير مسلمة بتأشيرة العمل الدبلوماسي في التجارة، في الصناعة كيف نتعامل معهم هل هؤلاء محاربون أم معاهدون مستأمنون؟
- هؤلاء يعتبرون من المعاهدين والمستأمنين والتأشيرة تعتبر عهد أمان بل ان العلماء ذكروا أن مجرد سلام المسلم على الكافر الحربي يجعله من المستأمنين.. والرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال «وذمت المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لايقبل الله منه يوم القيامة صرخا ولا عدلا» ومن أعظم أخفار المسلم أن ينتهك حرمة هذا المستأمن إذا أمن على المسلم حتى بالسلام فضلا عن أنه يأتي أصلا مجموعة من المسلمين يعني يتعاقد معه ويعطيه أمان ويعطيه تأشيره ثم يأتي إلى هنا.. فهذه أمانات مترتبة أكثر من واحدة فهذا أصلا الذي يعتدي عليه يخفر هؤلاء كلهم فيكون معرضاً للوعيد كما في حديث الذي في الصحيح أيضاً عن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما» وعيده عظيم وهذا مثل هذا إذا أتى إلى المسلمين ولو كان كافرا حربيا بأمان أو بعقد أو عهد فإنه لا يجوز أبدا.. يعصم نفسه ودمه ومآله.
* الآن ياشيخ الذي يحمل السلاح في بلاده في المملكة في بلاد الحرمين بحجة الجهاد واخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ماذا تقول فيهم؟
- هذا وتبينت هذه الحقيقة من التجربة وهذه من فوائد التجربة ان هذا لا يجوز.. هذا لا يجوز إلا يعني ظهرت مفاسد أصلا وذكر ابن القيم رحمه الله قاعدة جميلة في كتاب «مدارك السالكين» قال فيه «إن الأمر لو كان ملتبسا لم تعرف هل هو حق أو باطل حلال أو حرام» يعني لو سلمنا أن المسألة الآن حمل السلاح وكذا لا ندري هل هو حق أو باطل لو سلمنا هذا.. قال فلينظر إلى نتيجته ومأله.
* مداخلة من الشيخ عائض القرني..
الدماء إذا كانت مفاسده اكثر من مصالحه يكون محرماً واذا كانت مصالحه اكثر من مفاسده يكون مباحاً.. فالآن حتى لو كنا لا نعرف الحكم سابقا لكن الآن نعرف النتائج نرى النتائج قتلة نفوس مسلمة قتلة نفوس معصومة انتهكت بلدان روع الآمنين ضيق على المسلمين.. يعنى مفاسد كثيرة مترتبة على هذا.. هذه تكفي.. النتيجة تكفي لمعرفة الحكم.
* الآن ياشيخ وأنتم بمحض إرادتكم وباقتناعكم بهذا الكلام هل ندمت على أقوال قلتها في السابق أو فتاوى صدرت منك؟
- نعم .. نعم .. فيه يعني كثير من الفتاوى والبيانات التي كانت فيها يعني حماس غير منضبط وفيها تعميم وفيها أمور يعني أخطأنا فيها نحن وفيه أمور أخطأ الناس في فهمنا لأنه أصلا عممنا وتكلمنا في أمور والحقيقة ماكنا نعرف يعني أن الأوضاع ستصل إلى ماوصلت إليه لكن الحمد لله الأمور الله سبحانه وتعالى يعقد الأمور لحكم قد نعلمها أو قد لا نعلمها ومن الفوائد أنها بينت لنا هذه الاخطاء لذلك اعتبر نفسي متراجعا عن كثير من الفتاوى والأمور التي سبق ذكرتها.
* منها ياشيخ تعميم الفتيا تتراجع عن ذلك؟
- نعم كثير .. أصلا الفتيا الإقدام عليها غير طيب يعني الصحابة رضي الله عنهم وهم خير البشر بعد الأنبياء كانوا يتدافعون عن الفتيا كان يتدافعها العشرة والعشرون كل رجل يريد يعني أن يتحمل أخوه عنه هذه الفتية فالإقدام عليها أصلا الحمد لله اجعل هذا من نصيب العلماء الكبار واتجه إلى ما ينفعك وينفع بك.
* يعني ترى ان عندنا مرجعية لهم في الفتيا تكفينا؟
- نعم .. فيه موجود أهل العلم كبارنا وأهل العلم الكبار يكفي.
* الآن ياشيخ .. هيئة كبار العلماء أصدرت بيانا أجمعت بالإجماع على أن هذه الأعمال تخريبية وأنها ليست من الإسلام في شيء وأتت فتاوى لأناس من طلبة العلم تعارض هذه ما موقفنا أمام هذا؟
- طبعا .. هذا ظاهر جدا جدا جدا حتى كما ذكرت لك سابقا لو التبست علينا هذه الأمور قبل فالنتائج تكفي لمعرفة حكم هذا الشيء وحتى أبين لك أن المنكرات المترتبة على هذه ظاهرة جدا حتى غير ملتبسة، أنا ممكن أسرد لك الآن مجموعة من المنكرات مما حصل من الأحداث هذا المنكر الأول .. ان فيها قتل نفوس مسلمة والله سبحانه وتعالى يقول: {وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا}، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لايزال الرجل في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراما» وكما في الحديث الذي في السنن عن عبدالله بن عمر بن العاص يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود والترمذي عن عبدالله بن عمر بن العاص يقول: لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم، وكيف قتل مجموعة. وأكمل الشيخ عائض القرني .. ولو اجتمعت السموات والأرض لكبهم الله في النار، وهذا المنكر الأول والأدلة كثيرة لكن من أجل الوقت .. والمنكر الثاني قتل المعاهدين والمستأمنين وسبق ذكرت لك الحديث الذي في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر بن العاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما» والحديث الذي في الصحيحين عن علي بن أبي طالب قال: «وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لايقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا» ومن أعظم أخفار المسلم قتل هذا الذي أمنه. المنكر الثالث قتل النساء والصبيان في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر الخطاب رضي الله عنهما: أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرّ في بعض غزواته على امرأة مقتولة كافرة في غزوة بين المسلمين والكفار فأنكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان.. يعني تصور معركة بين المسلمين والكفار وامرأة كافرة في غزو ومع ذلك نهى عن القتل فكيف بنساء وصبيان وفي بلاد الإسلام وبعضهم مسلمون وبعضهم مستأمن هذا المنكر الثالث. المنكر الرابع إتلاف الأموال المحترمة شرعا.. وحفظ المال من الضرورات الخمس التي أتت جميع الشرائع بحفظها وثبت في الصحاح والسنن والمسانيد من الوجوه عن أبي بكره وعائشة وأبو هريرة وابن عمر بن العباس رضي عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» فقرن حرمة المال مع حرمة الدم وهذا أتلف أموالا وخرب بيوتا هذا المنكر الرابع. المنكر الخامس انها روعت المسلمين وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ترويع المؤمن فالأعظم من ذلك ما ثبت في الحديث الذي صححه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا أشار الرجل على أخيه بحديدة لعنته الملائكة «يعني مجرد إشارة بحديدة على أخيك تلعنه الملائكة فكيف بالمتفجرات وهدم البيوت وترويع الناس وترويع المسلمين وهم في بيوتهم بمثل هذه الأعمال ماذا يكون نصيبه؟ المنكر السادس: إن هذا فيه إخلال بالأمن ومن أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على البشر بعد نعمة دين الإسلام نعمة الأمن لذلك الله سبحانه وتعالى امتن بها على قريش وقال سبحانه وتعالى: {أّوّ لّمً يّرّوًا أّنَّا جّعّلًنّا حّرّمْا آمٌنْا وّيٍتّخّطَّفٍ النّاسٍ مٌنً حّوًلٌهٌمً}، وقال: {وّآمّنّهٍم مٌَنً خّوًفُ}، ومثل هذه جعلت الناس يخافون وروعت الآمنين هذا المنكر السادس. إن هذه شوهت صورة الجهاد في سبيل الله، ما هذا من الجهاد في سبيل الله.. فتفجر في بلاد الإسلام وتقتل المسلمين وتقتل النفوس المعصومة وتعتبر هذا من الجهاد أبداً هذا ليس من الجهاد بل هو من الفساد. المنكر السابع: إنها سلطت أعداء الإسلام على الإسلام إذ رأوا مثل هذه الأعمال تشوه صورة الإسلام. المنكر الآخر: إنها في الحقيقة يعني أضرت بالمشاريع الخيرية لان كثيراً من التجار وأهل الخير أحجم عن التبرعات مخافة ان يؤول المال إلى مثل ما آل إليه فهذه أضرت كثيراً من المستحقين، وعلق القرني على ذلك قائلا: «وصدت عن التدين».. نعم وأيضا شوهت صورة الملتزمين.. الآن كثير من الناس إذا رأى الرجل الملتحي أو كذا يعتقد ان في جيبه قنبلة وإلا أنه يبحث عن نفس يقتلها أو كذا فصارت صورته انه سفاك للدماء وانه فقط يريد ان يهدم البيوت على ساكنيها ولو أردت ان أستقصي المفاسد لطالبنا الوقت.
* ياشيخ.. الجندي عندنا العسكري رجل الأمن مسلم لا يخرجه من الإسلام إلا مكفر فاذا بعض الناس الذين يقومون بهذه الأفعال يقولون هذا من باب دفع الصائل انه اذا هجم علينا وهجمنا عليه دفع الصائل والتترس به يقتل ما حكم هذا وما ترون في هذه المقولة؟
- طبعا الجندي مسلم مادام انه من المسلمين ويشهد ان لا إله إلا الله وكما في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم» فمادام كذلك فهو مسلم أما قتله بحجة دفع الصائل وكذا فقد ذكر ابن المنذر رحمه الله ان العلماء كالمجمعين على استثناء السلطان من باب دفع الصائل يعني انه حتى لو صال عليه السلطان فانه يستثنى ولا يقتل.
* نحن الآن مجتمعون على إمام واحد وله بيعة بايعه أهل الحل والعقد ولم يصدر منه مكفر ظاهر يعني كفر بواح ولم يختلف فيه عالمان فهل هناك أمور توجب لبعض الناس ان يحملوا السلاح في بلاد الإمام وبلد الإسلام فما يفعل هؤلاء؟
- لا يوجد لهذا وقد رأينا الحقيقة بأن المفاسد التي ترتبت على مثل حمل السلاح يعني رأيناها عيانا فالإنسان يخبر بأمور وكذا ولكن اذا رآها عيانا ورأى نتائجها يعني اتضحت له المسألة وهذا من فوائد التجارب ان الانسان قد يستفيد من التجارب اكثر مما يستفيد من القراءة والمدارسة.. رأينا ما ترتب عليه من سفك للدماء وترويع للناس المسلمين والتضييق على أهل الخير ما يجب حمل السلاح اللهم إلا في حالة الحرب بين المسلمين والكفار نعم0
* الآن نحن مجتمع مسلم والحمد لله وبلدنا بلد إسلامي يحكم فيه بالشرع في الجملة وتطبق فيه الحدود والقضاء والهيئات والجامعات وعندنا تقصير ولدينا أخطاء هل هذه توجب تكفير المجتمع راعيا ورعية والخروج؟
- لا .. وهذا من كفر المجتمع كما تقول فهذا فكر الخوارج والخوارج معروف مذهبهم في تكفير المسلمين والتكفير بالمعاصي والتساهل للإقدام على سفك الدماء هذا كله من فكر الخوارج فما يجوز 00 لا تكفير المجتمع حتى وإن وجد فيه قصور والقصور يبقى في المجتمعات من نقص البشر يزيد ويقل ولكن هذا لا يوجب أن يقدم الإنسان على تكفير المجتمع.
* بعض الشباب الآن يحمل الار بي جي والحزام الناسف والدناميت والبندقية ما تريد أن تقول يا شيخ ناصر لهم في رسالة عبر الشاشة؟
*ر39ر*}وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون» وليس من العيب أن تخطئ ولكن العيب الإصرار على الخطأ فأدعوهم إلى التوبة والرجوع إلى الحق والرجوع إلى الحق والحمد لله فضيلة.
* أما ترى يا شيخ أن يكف عن الفتاوى التي تتعلق بالقضايا المهمة المصيرية والأمور العامة أمر الدماء والأموال وأن تعاد إلى أصحابها أهلا لمرجعية وهيئة كبار العلماء.. لا كما وقع في السابق من الأخطاء كل يخرج فتوى وكل يغرر بالشباب إلى غير ذلك؟
- بلا.. وهذه أيضا كما ذكرت لك من فوائد التجارب فعلا التضارب في الفتاوى والإقدام على الفتوى غير طيب ورأينا بعض النتائج ..
مداخلةالقرني: يعني هذا مما استفدت من التجربة....
* الآن من وقع عليه ظلم أو وقع في فقر وفاقة أو وقع في بطالة هل الحل في ذلك أن يحمل السلاح؟
- لا طبعا.. ما ذنب المسلمين إذا وقع هو في فقر أو بطالة أو وقع عليه ظلم أن يروع المسلمين أو يقتلهم أو يسفك الدماء أو كذا، لا، عليه أن يصبر.. والإنسان مبتلى، الله سبحانه قد يبتلي المسلم بالسراء والضراء فعليه أن يصبر.
* الآن بعض يعني الإصلاح لا يكون بهذه الطريقة أنت تشهد الآن أن الإصلاح بالحكمة واللين.
- نعم ورأينا هذا يعني عياناً وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة كلاما جميلا عن الخروج على السلطان حتى لو كان ظالما وذكر امثلة يعني أنها ترتبت المفاسد التي حصلت عليها أعظم من «مداخلة من القرني.. المصالح» وما حصلت نتائج ذكر ثورة مثلا ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف.. الحجاج بن يوسف معروف من أشهر الظلمة معروف ومع ذلك لما خرج عليه ابن الأشعث وحصلت الوقعة بينهم عام 83 هجرية ما قتل سفكت دماء ولا حصل نتيجة أبدا بالعكس ضرت أكثر مما نفعت وذكر مجموعة صور.. مداخلة من القرني «والحسين بن علي» والحسين بن علي رضي الله عنه لما حصل بينه وبين يزيد بن معاوية.. ويزيد بن معاوية معروف كان ظالما ما حصل منه يوم الحرة وغيرها وفي مكة ضرب بالمنجنيق ومع ذلك لما أراد الحسين رضي الله عنه الخروج قتل ومجموعة وضرت أكثر مما نفعت وذكر نماذج لذلك قال إنه لا يحفظ التاريخ، الخروج على السلطان حتى لو كان ظالما إنه يحقق بالعكس مفاسد أكثر من مصالحه.
* فيه فتاوى سابقة أن الأمريكان والإنجليز موالاتهم والسكوت عنهم في بلاد المسلمين من مولاة أعداء الله بينما ذكرتم أنهم أصبحوا مستأمنين معاهدين فماذا ترى؟
- نعم.. كما ذكرت لك أن مجرد الاتيان بالكافر مهما كانت جنسيته إلى بلاد الإسلام بعقد أمان هذا يعني كان من قديم، كان المسلمون يأتون بالكفار بعقد أمان سواء العقد الدائم مثل عقد أهل الذمة في البلاد التي يجوز فيها أن يدعوا كبلاد غير العرب أو عقد مؤقت مثل عقد الهدنة أو عقد الأمان وهذا كلهم يجعلهم نفوسهم معصومة.. فالكافر حتى لو كان حربيا إذا أعطي عقد أمان أو كان معاهدا فإنه لا يجوز.. يعصم دمه وماله.
* نحن أمام فكر تكفيري يعني ينخر في جسم الأمة من يملك حق التكفير.. هل لكل إنسان طالب علم قد درس حديثا أو قرآنا أو حفظ متنا ان يلقي الأحكام على كواهنها ويستحل بها الدماء وإزهاق الأنفس؟
- لا .. والتكفير أمره خطير لانه يترتب عليه أمور عظيمة لأنك إذا كفرت المسلم يعني أنك أهدرت دمه ومعنى هذا أنك أبطلت نكاحه ومعنى هذا أنك قطعت الولاية بينه وبين أهله وأقاربه وغير ذلك وميراثه ولذلك عظم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا وقال كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» وكما في الصحيح أيضا من حديث ثابت بن الضحاك ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله» بل الإقدام على التكفير يعني غير محمود مطلقا ومثل هذا الكفر له ضوابط وشروط معروفة وموانع تمنع ولا يعرفها إلا العلماء الكبار الراسخون في العلم فلا يقدم عليها أي رجل.
القرني: يعني ترى ياشيخ ان يكف طلبة العلم من اطلاق التكفير حتى يتبين وحتى يعاد لأهل العلم الراسخين وليست هذه لكل من هب ودب يفتي فيها؟
الفهد: هذه تجعل الناس في فوضى هذا يكفر هذا وهذا يكفر هذا خصوصا اذا مررت على مسألة سلسلة التكفير من لم يكفر الكافر فهو كافر ففلان كافر وهذا لم يكفره فهو كافر وهذا كافر وهذا لم يكفره فكفر الناس كلهم.
* الآن هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات يقصدون بعض الأهداف الاقتصادية بنوك، جامعات، مؤسسات بحجة إضعاف قوة العدو ماذا تقول لهؤلاء؟
- هذا لايجوز مطلقا هذا ممكن إذا وقع حرب بين دولة الإسلام ودولة الكفار وقع حرب ممكن ينظر في هذه ينظر لها الإمام وينظر لها العلماء والراسخون في العلم في استهداف اقتصاديات بلاد الكفار عند وقوع الحرب أما في بلاد الإسلام وبين المسلمين.. هذا يضر نفس الإسلام ويضر نفس المسلمين من تضر هذه الاقتصاديات اقتصاديات المسلمين والأمن أمن المسلمين إنك الآن تضر المسلمين.
* الآن الذي يملك حق الإذن بالجهاد واستنفار الأمة وقت الطلب أو الدفاع عن الأوطان من هو المخول إليه.
- هذا ولي أمر المسلمين لأن أصلاً الجهاد يعتبر من السياسات العامة والسياسات العامة كما ذكرها أهل العلم موكولة إلى إمام المسلمين.
* عندنا شباب الآن يذهبون للعراق للقتال ونقول لهم أنتم لم تستأذنوا وهو قتال الفتنة هل توافق على ذلك؟
- لا لا أوافق لأن أصلاً القتال في العراق قتال فتنة يعني لايدرون الآن من القاتل ومن المقتول وما هدف القاتل وما ذنب المقتول تحصل تفجيرات وقتال ولا يعرف من وراء هذا.
* هل بعض هؤلاء يحملهم الأمر بتكفير إلى ان يعني يعمل لنفسه مصطلح وهو الهجرة من الوطن والهجرة من البلاد وقد ذكروا هذا في أطروحاتهم وفيه ماذا ترى أنت عن هذا؟
يعني لا أرى هناك بلاد أحسن من بلادنا.. هذه البلاد هي التي نشأت فيها وتعلمت فيها وهي بلادي وأعرفها معرفة ذرعتها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لن ترى أحسن منها مشاعر الإسلام ظاهرة.. الشعب وان كان هناك قصور لكن الشعب يعني عندهم طبيعة حب الدين وحب الخير والتعاطف مع أهل الخير ومع أهل الدين فلن يجد أصلاً له وان يهاجر فلن يجد أحسن من هنا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved