* الرياض - الجزيرة:
قدر مختصون في مجال البيئة حجم الاتفاق الحكومي على نظافة البيئة بنحو 3 ،1 مليار ريال سنوياً في مختلف المناطق بلغ فيه متوسط كمية النفايات المنزلية للفرد الواحد نحو كيلو جرام ونصف الكيلوجرام يومياً. وتأتي قضية الحفاظ على نظافة البيئة وحمايتها من مخاطر التلوث البيئي تحتاج إلى تضافر أفراد المجتمع ولتحقيق هذه الغاية السامية لابد من رفع مستوى الوعي العام بأهمية البيئة ونتائجها على الإنسان، وأي جهود تبذل في هذا المضمار ستبقى قاصرة في غياب الوعي والمعرفة، لذا لا بد من مختلف قطاعات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص لغرس هذه المفاهيم البيئية لدى المواطن والمقيم.
ولقد قامت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بتنشيط تعاونها الوثيق مع الجهات الحكومية المختصة بإيصال التعاميم واللوائح وكل ما يتعلق بالبيئة، ومن أجل ذلك كان هذا اللقاء المثمر مع سعادة الدكتور عبدالعزيز المقوشي مساعد الأمين العام بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض.
مشاريع جارية
* هل يمكن أن نتعرف على أبرز المشروعات الجاري تنفيذها أو التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض في الجوانب الإعلامية؟
- تهتم الغرفة وفي اطار دأبها على تجديد الأداء وتجويده، بتعزيز علاقتها بمختلف الجهات داخل المملكة وخارجها، تحقيقاً للتواصل بينهما بما يحقق للغرفة رسالتها وأهدافها المتوجهة إلى مجتمع رجال الأعمال والقضايا الاقتصادية الوطنية من جهة، وإلى المجتمع عموماً بشرائحه المختلفة من جهة أخرى، وهذه الرسالة لا شك أن المعني بها في المقام الأول، قطاع الشؤون الإعلامية بالغرفة والذي يعبر بالضرورة عن السياسات والموجهات التي يضعها مجلس الإدارة ويتابع تنفيذها جهاز الأمانة العامة بالغرفة.
وإدراكاً من الغرفة لأهمية الدور الإعلامي، ومدى تأثيره المباشر وغير المباشر، وضمن خطط إعادة الهيكلة الإدارية فقد جرى ترفيع مستوى الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام، إلى أمانة عامة مساعدة لقطاع الشؤون الإعلامية وذلك بدلاًمن وصفها السابق «إدارة عامة»، وقد واكب الاجراء وسيواكبه دائماً تفعيل مستمر ومتنام للدور الإعلامي للغرفة.
ولعل من أبرز ما قام به هذا القطاع خلال الفترة السابقة هو تنظيمه لفعاليتين مهمتين، وكأنهما الأوليين خلال مسيرة العمل الإعلامي الاقتصادي على مستوى المملكة حيث نظمت الغرفة ملتقى الإعلام الاقتصادي الذي رعى فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام وهو الملتقى الذي تناول بالبحث المعمق سبل تعزيز التعاون بين الإعلام والاقتصاد والخدمات التي يقدمها أحدهما للآخر.
وفي شهر أبريل الماضي نظم قطاع الشؤون الإعلامية أولى حلقات المنتدى الإعلامي والذي خاطبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، وسط حضور مقدر من رجال الأعمال والإعلاميين وكتاب الزوايا الصحافية.
وهذا المنتدى الذي من المؤمل أن يلتئم على نحو دوري بإذن الله بمقر الغرفة، هو جزء من استراتيجية الغرفة الإعلامية التي تبنتها لتتجاوز بها دورها التقليدي كونها تمثل دور الوسيط أو المنسق بين الدولة والقطاع الخاص إلى فضاء جديد يكون شاملاً بحيث تتوسع مشاركاتها كمياً ونوعياً يتميز بالفاعلية وليتواكب في الوقت نفسه مع المتغيرات المستجدة محلياً وخارجياً وللتأكد من خلاله جدية مساهمة الغرفة في تطوير المجتمع عموماً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
وهناك من الخطط والبرامج في هذا الخصوص بعضها جرى الإعداد النهائي لشكله وبعضها في طور الإعداد، تصب جميعها في خدمة أهداف الغرفة.
الحفاظ على البيئة
* الحفاظ على نظافة البيئة واجب وطني واجتماعي نبيل، ما الجهود التي تبذلها الغرفة لحث القطاع الخاص في دعم برامج التوعية البيئية باعتبارها رسالة جديرة بالاهتمام من القطاعين العام والخاص؟
- لعل من المهم أخلاقياً ومهنياً أن يعنى جميع العاملين في القطاعات الانتاجية والخدمية بتحقيق أعلى معدل التزام بشروط العمل فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة وهو ما تحض عليه حكومة المملكة وتضمنه الأنظمة واللوائح التي تشدد في هذا الاتجاه على التقيد بمعايير الجودة والسلامة، والغرفة تنشط عبر تعاونها الوثيق مع الجهات الحكومية المختصة بذلك بإيصال التعاميم واللوائح وكل ما يتعلق بالحفاظ على البيئة إلى العاملين في القطاع الخاص، كما أنها تساند وتدعم جهود هذا القطاع الذي ظل يسجل تطوراً مهماً على صعيد استخدام المدخلات «صديقة البيئة» في عملياته الانتاجية كافة والتي ثبت عدم ضررها للمستهلك أو المجتمع عموماً.
* هناك جهود تبذل من جانب القطاع الخاص.. من هذا المنظور كيف تقيمون دور نادي الصافي لأصدقاء البيئة وجهوده في غرس مفهوم الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة من خلال الحملات التوعوية في عدد من مناطق المملكة؟
- إن سجل السلامة والصحة والبيئة في المملكة عموماً يعتبر من بين الأفضل على مستوى المنطقة والعالم فالدولة والقطاع الخاص السعودي يشتركان في تدعيم الخطط البيئية ذات التوجه الطبيعي أو المنحاز إلى الطبيعة، وهناك بحث مستمر عن أفضل السبل للحد من الأثر البيئي في جميع مراحل التصنيع والانتاج.
ولعل المبادرة الذكية التي أطلقها نادي الصافي لأصدقاء البيئة التابع لشركة الصافي دانون المحدودة تمثل نقلة مهمة في سبيل وصل الجهود الدؤوبه في هذا الميدان وهي مبادرة متميزة ومثمرة في خدمة البيئة، وجديرة بالثناء والتشجيع بل وضرورة العلم على تعميمها لتشمل أوسع نطاق ممكن.
حيث ان الاستجابة لأنشطة هذا النادي الذي وضع منذ نشأته التي لم تتجاوز الأربعة أعوام هدفاً محدداً هو تعزيز سلوكيات أفراد المجتمع المتعلقة بالتعامل الواعي مع البيئة وصيانتها من جميع الممارسات الضارة والخاطئة والذي يعد الأول من نوعه في المملكة ويضم في عضويته خبراء أكفاء ووجهاء مجتمع ومؤثرين في مجالاتهم، جاءت بنسب عالية وتحققت نتائج طيبة في مجال التعريف بمخاطر التلوث البيئي والاستخدام غير المرشد للمكونات الحافلة بمواد مضرة بصحة المستهلك والنبات والحيوان والاقتصاد الوطني عموماً.
وقد فاز النادي بجائزة مجلس التعاون لأفضل الأعمال البيئية لعامي 2000 و2001م ما حفز القائمين على النادي للتوسع في أنشطته لتشمل عدداً من دول الخليج، وللغرفة تعاون وثيق مع النادي ودعمت ترشيحه للجنة الدولية لجائزة زايد للبيئة في دورتها الثانية.
التلوث البيئي
* المصانع من أهم عناصر مسببات التلوث البيئي، برأيكم ما الدور المباشر للغرفة في الحد من هذا التلوث خصوصاً وأن أغلب المصانع في المملكة قد صممت بشكل لا يخدم البيئة؟
- لا أعتقد ذلك ربما تكون هناك تجاوزات أو نوع من التخطيط الميداني الذي لم يراع المستجدات التي ستحدث في المستقبل وهي تحديات عديدة لعل من أبرزها التغول المستمر للقطاع العمراني والسكني على مناطق كانت في الأصل خارج هذا النطاق أو لعله أريد لها أن تكون كذلك قبل أقل من نحو عقدين من الزمان على سبيل المثال.
والغرفة ليست جهة تنفيذية إنما هناك جهات أخرى تتولى منح التصديق لهذه المشروعات، ولا شك أن هناك اشتراطات صارمة في هذا الخصوص وتتوخى دائماً أن تتطابق هذه الاشتراطات مع طبيعة عمل المصانع التي يمكن أن تكون ذات أثر بيئي سيىء على المجتمع، وهنا لابد أيضاً من اجراءات مراجعات مستمرة لما تم التخطيط له وبين ما هو قائم اليوم.
حماية التلوث البيئي
* ما الوسائل التي توجهها الغرفة خاصة في مجال الاهتمام بنشر المعرفة البيئية لدى الناشئة الذي يؤدي إلى حماية واقعنا من التلوث البيئي؟
- يأتي اهتمام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بإيجاد مناخ موات بيئياً يمكن المنتجين والمستهلكين على السواء من التمتع بأفضل الظروف وأكثر ملاءمة، يأتي في أعلى أولوياتها المهنية، ويتبع للغرفة مركز ربما يدخل في صميم عمله مثل هذا النوع من الأنشطة هو مركز رعاية المستهلك، ولجان أخرى في الصناعة والصحة تعمل مجتمعة على تعزيز مفاهيم البيئة المواتية والنظيفة في جميع مجالات الانتاج.
وتتعاون الغرفة مع المؤسسات الأكاديمية والحكومية والخاصة في توفير أفضل السبل التي تمكن هذه المؤسسات من تنفيذ بعض البرامج التوعوية الخاصة بالبيئة إيماناً منها بأهمية هذا الدور اجتماعياً واقتصادياً.
جائزة الأمير عبدالله الفيصل
* هل تتوقعون أن تساعد جائزة الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز لنظافة البيئة للإعلاميين والناشئة على ايجاد الوعي لدى الناشئة وحث الإعلاميين على نشر موضوعات يمكن أن تعزز من مفهوم الوعي البيئي بين المواطنين؟
- نعم، حيث ان جائزة سمو الأمير عبدالله الفيصل لنظافة البيئة والتي أطلقها نادي الصافي لأصدقاء البيئة لاطلاقها تعد نقلة مهمة في اطار التحضير والترغيب للأجيال الناشئة من الطلاب وغيرهم، وللإعلاميين كونها ستحضهم على المساهمة بالرسم والتصوير وكتابة القصة أو الشعر بالنسبة للناشئة أو في تتبع الموضوعات ذات العلاقة، سواء بالمقالة أو التحقيق بالنسبة للإعلاميين مما يسهم وفي شكل عام في تعزيز مفهوم البيئة الخالية من أي ملوثات، والجائزة تكتسب أهميتها من حيث ان الراعي لها يعد من المهتمين بهذا النشاط الإنساني الرفيع.
* وكيف تنظرون إلى أهمية مثل هذه المسابقات في غرس الوعي البيئي الصحيح، ومن ثم تعزيز الجهود نحو بيئة نظيفة؟
- إن تكريس الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع كافة والعمل على تحويل هذا الوعي إلى سلوكيات ايجابية ومستقرة من شأنه أن يجعل حاضرنا ومستقبلنا أكثر رفاهاً واستقراراً.
كما أن تبني حملات ميدانية كتلك التي يضطلع بها نادي الصافي لأصدقاء البيئة لتنظيف منتزهات برية خارج النطاق العمراني في عدد من المواقع والمناطق من شأنها أيضاً أن تشد انتباه أفراد المجتمع إلى ضرورة المشاركة عملياً في دفع هذه الجهود نحو الأمام، وإن لم يتوافر ذلك، فربما تتوافر المشاركة المفاهيمية والوجدانية لكل قادر.. وليس ثمة شك في أن هذه المسابقات ستؤدي دوراً مهماً في الترغيب والتحفيز.
|