Sunday 23rd november,2003 11378العدد الأحد 28 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
تحذير الأمريكيين من فيتنام عراقية 1-2
جاسر عبدالعزيز الجاسر

باتت الحالة التي آلت إليها وضعية القوات الأمريكية والبريطانية في العراق تحظى باهتمام لم يعد مقصوراً على المتلقي العربي والإسلامي، والأمريكيين والبريطانيين باعتبارهم الأكثر علاقة بالوضع في العراق، فالعرب والمسلمون يرون في الوجود الأمريكي والبريطاني احتلالاً واختراقاً للأمن العربي في العمق، في حين احتج أعداد من الأمريكيين والبريطانيين على تورط جنودهم في هذه الحرب التي ستكون تكاليفها أكثر بكثير من حرب فيتنام.
الرفض العربي والإسلامي للحرب في العراق وتنامي المعارضة الأمريكية والبريطانية لها أخذت تحظى باهتمام وسائل الإعلام في الدول الكبرى، وسنعرض لمواقف وسائل الإعلام في حلقتين، نبدأها بما تناولته وسائل الإعلام الصينية والتي يمكن اعتبار ما نقلته شبكة الشعب التابعة لجريدة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب والدولة عن صحيفة النور الصينية الواسعة الانتشار وكان أهم ما فيها:
«منذ إعلان الرئيس الأمريكي بوش عن انتهاء العمليات العسكرية في العراق في الأول من مايو/ أيار العام الحالي، وقوات التحالف الأمريكية البريطانية تتعرض لهجمات متتالية في العراق وبدأت تتورط في مستنقع «حرب العصابات». ذكر تقرير من وزارة الدفاع الأمريكية أن إجمالي عدد القتلى والجرحى والمرضى من القوات الأمريكية قد تجاوز 200 ،9 خلال الفترة ما بين 19 مارس/ آذار بدء الحرب ونهاية أكتوبر/ تشرين الأول، منهم 422 قتلوا خلال الحرب و283 بعد الحرب، وبذلك يكون عدد القتلى قد تجاوز إلى حد كبير الرقم المسجل خلال فترة الحرب العراقية ب 139 قتيلاً، على الرغم من أن حكومة بوش تحاول بكل جهدها تجنب الحديث عن حرب فيتنام، إلا إن وسائل الإعلام الغربية أشارت في تقاريرها الإخبارية إلى أن عدد القتلى الأمريكان في نصف السنة قد تجاوز عدد القتلى من القوات الأمريكية في السنوات الثلاث الأولى من حرب فيتنام.. وصل عدد القتلى من القوات الأمريكية إلى 392 خلال الفترة من الإعلان عن بدء حرب فيتنام يوم 11 ديسمبر عام 1961م إلى نهاية عام 1964م.
ولقد أدركت القوات الأمريكية أن خصمها ليس من المحاربين العاديين المبعثرين هنا وهناك، بل بقايا القوات المسلحة للسلطات السابقة التي تتميز بحسن التنظيم والتدريب الجيد وتقاتل بأسلحة متقدمة تحت قيادة صدام، وأعضاء حزب البعث والقوميين العراقيين ومتطوعي الدول العربية الأخرى وأعضاء المنظمات الاسلامية المتشددة وهم يشنون هجمات عفوية وانتحارية، فرفعت القوات الأمريكية مستوى تجهيزاتها حتى لجأت إلى استخدام الصواريخ الموجهة عبر الأقمار الصناعية،إلا إن هذه الإجراءات المضادة أثارت هجمات أكثر. ففي الصيف كان المعدل اليومي للهجمات ضد القوات الأمريكية يصل إلى 15 هجوماً يومياً، وازداد عدد هذه الهجمات ليصل إلى 25 هجوماً في اليوم الواحد. وفي شهررمضان الذي بدأ في 26 أكتوبر/ وصل معدل الهجمات اليومي إلى 33 هجوماً.
وارتفعت قدرة التنظيم والقيادة والهجمات ومستوى الأسلحة المستخدمة ارتفاعاً كبيراً في حرب العصابات.
اضطر وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد على إثر ذلك إلى الاعتراف بعدم قدرة قواته على منع التفجيرات والعمليات الانتحارية والهجمات الإرهابية خلال فترة وجيزة لأن الإرهابيين يمكنهم شن الهجمات في أي وقت وفي أي مكان وبأية وسيلة من الوسائل.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved