* فلسطين المحتلة بلال أبودقة:
فشلت قوات الاحتفال الإسرائيلي في إجبار أهالي قرية صيدا الفلسطينية القريبة من مدينة طولكرم على ترك بلدتهم تمهيداً لضم أراضيها لمستوطنة قريبة، رغم تحويلها حياتهم إلى جحيم جراء عمليات المداهمة اليومية التي يمارسها الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين، خصوصا في ساعات الليل..
وقال أهالي القرية في أحاديث متفرقة مع «الجزيرة»: تعرضت بلدتنا ومازالت إلى أبشع أنواع البطش على يد جنود الاحتلال منذ بداية الانتفاضة قبل ما يزيد على ثلاث سنوات مما حول حياتنا إلى جحيم لا يطاق، إلا اننا لن نرحل عنها.. إننا متمسكون بأرضنا.. أرض الآباء والأجداد، سنموت عليها واقفين ولن نركع للغاصبين..
وقالت مصادر طبية فلسطينية ل«الجزيرة»: قدمت بلدة صيدا المحاصرة في العام الماضي «12 شهيدا» وأصيب من أبنائها ما يزيد على «50» آخرين..
وقالت مصادر عليمة في القرية: هدم السفاحون الصهاينة خمسة منازل لأهالي البلدية جراء الاجتياحات المتكررة خاصة في ساعات الليل، واعتقلوا أكثر من ثلاثين شابا من القرية، وبين الفينة والأخرى تطلق قوات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة على منازل الأهالي وداخل الشوارع والأزقة، فيما يعتدي المستوطنون الصهاينة على حقول المزارعين فيقومون بإحراق أشجار الزيتون والحمضيات والمحاصيل الموسمية، وفي موسم قطف الزيتون يمنعون الأهالي البسطاء من جني ثمار محاصيلهم التي يعيشون كامل السنة على خراجها كون مهنتهم الأساسية هي الزراعة وفلاحة الأرض..
قوات الاحتلال حوّلت حياة
أهالي البلدة إلى جحيم
ويقول محمد الأشقر رئيس مجلس قروي صيدا: إن قوات الاحتلال حولت حياة أهالي البلدة البالغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة إلى جحيم جراء عملية المداهمة اليومية التي تنفذها خاصة في ساعات الليل تحت حجج أمنية واهية وهي في حقيقتها تخفي هدفا أصبح مكشوفا للجميع وهو اجبار اهالي القرية على الرحيل عنها خاصة وانها تطل على مستوطنة «حرميش» مباشرة..
وأضاف الأشقر ان ممارسات الاحتلال لم تقتصر عند هذا الحد، بل تعدته إلى محاربة أهالي البلدة من خلال حرمانهم من زيارة أبنائهم الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وعدم منحهم التصاريح، مشيراً إلى ان أي تصريح يقدم لسلطات الاحتلال من أهالي صيدا بواسطة الصليب الأحمر يتم رفضه بشكل قاطع..
وأشار الأشقر إلى حالة من الشلل التام تصيب الحركة التجارية في البلدة حيث أغلقت الكثير من المحلات التجارية بسبب بطش جنود الاحتلال بأصحابها وتعمدهم مداهمتها بشكل استفزازي وإقدامهم على تخريب محتوياتها وبسبب منع التجول شبه المتواصل الذي تفرضه سلطات الاحتلال على البلدة منذ ما يزيد على عام.
ويقول السيد حسني صالح أحد أعضاء المجلس القروي ومدير مدرسة صيدا الثانوية: إن المواطنين في البلدة يعانون معاناة شديدة بسبب اجتياحات قوات الاحتلال للبلدة واليومية منذ بداية الانتفاضة والتي زادت في شهر رمضان الكريم حيث يتعمد جنود الاحتلال مداهمة البلدة أكثر من مرة يوميا خصوصا في ساعات الليل، وإقدام أفرادها على اطلاق القذائف الصوتية والرصاص الحي في الشوارع والحقول المحيطة بالقرية مما يسبب ازعاجا مستمرا للمواطنين وقلقا دائماً، الأمر الذي ينعكس سلبا على طلبة المدارس وتحصيلهم العلمي خاصة طلبة الثانوية العامة كذلك الأطفال الصغار الذين ينتابهم الخوف والفزع والأحلام المزعجة.
وأضاف صالح إن الاجتياحات اليومية أثرت سلباً على المواطنين والمزارعين من أهالي البلدة ولم يتمكن المواطنون من قطف ثمار زيتونهم هذا العام بالشكل المطلوب بسبب انتشار قوات كبيرة مدججة بالسلاح داخل أراضيهم بشكل متواصل وبين كروم الزيتون.
وأشار صالح إلى الحواجز الطيارة والثابتة والتي تتعمد سلطات الاحتلال على نصبها بشكل يومي على مداخل البلدة وعلى الطرقات التي تربطها مع العالم الخارجي وداخل الأراضي الزراعية والتي تسبب عرقلة واضحة لحركة المواطنين الراغبين في الخروج من البلدة أو الداخلين إليها خصوصاً الهيئات التدريسية والمدرسين، ويقوم الجنود بالتنكيل بالمواطنين وبالطلاب ويستفزون مشاعر المواطنين ويجرحون كرامتهم..
يشار إلى ان قرية صيدا الفلسطينية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة طولكرم وعلى بعد «16كم» على قمة جبل يرتفع عن سطح البحر «500م» لتطل وتشرف على السهل الساحلي الفلسطيني غربا وقرى وبلدات وسهول جنين شرقا، وطولكرم جنوبا ولتربط محافظتي جنين وطولكرم مع بعضها البعض.
|