* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في رد سريع على مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون قالت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية التي تعنى بشؤون مراقبة الاستيطان اليهودي: إنه تم إزالة ثمانية مواقع استيطانية «غير قانونية» كما تسميها إسرائيل؛ فقط منذ قمة العقبة؛ وأنه تم إعادة بناء خمسة منها..
وأشار تقرير لحركة «السلام الآن» وصلت «الجزيرة» نسخة منه إلى أن الحكومة الإسرائيلية قامت بربط العديد من هذه المواقع الاستيطانية بشبكة الشوارع خلال الأشهر الأخيرة..
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون قد زعم خلال جلسة لحكومته في الأحد الماضي انه تم منع إقامة (43 موقعا استيطانيا) جديدا منذ قمة العقبة وحتى اليوم، أو «مستوطنات غير قانونية».
وأشار شارون إلى أنه منذ انعقاد قمة العقبة سُجلت 43 محاولة لإقامة مواقع استيطانية غير مرخصة وتم إخلاء جميعها.. !!
وتأتي تصريحات شارون هذه رغم استمرار البناء في المستوطنات ونشر العديد من المناقصات لبناء عشرات الوحدات السكنية في المستوطنات..
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت الأحد الماضي أنّ الإدارة الأمريكية بعثت أخيرًا مجموعة من (الرسائل الحادة) إلى إسرائيل تتعلق بعدم وفائها بوعودها بشأن تفكيك البؤر الاستيطانية «غير الشرعية» وبشأن «تجميد البناء في المستوطنات»..
وأضافت الصحيفة: إن هذه «الرسائل» نقلت خلال محادثات هاتفية بين مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي (أليوت ابرامز) وبين مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي (دوف فايسغلاس) كما طرحت على مسامع وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز..
هذا و نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي «جلي تساهل» عن مصادر الأمريكية قولها: إن شارون لا يتصرف كصديق ولا يلتزم بتعهداته ويتجاهل وضع بوش الحرج في العراق والانتقادات العربية والأوروبية الموجهة ضد الرئيس الأمريكي..
وبناء على إذاعة الجيش الإسرائيلي فان المسؤولين الكبار في الإدارة الأمريكية وجهوا انتقادات لشارون لتجاهله التصريحات الأمريكية المتعاقبة..
هذا وقال بيان للاتحاد في ختام يومين من محادثات عقدتها الرابطة الأوربية الإسرائيلية في بروكسل: إن بناء الجدار وإقامة المستوطنات تقوضان جهود إحلال السلام الدولية في المنطقة وتفاقمان المحنة التي يعاني منها الفلسطينيون..
وأضاف البيان: إن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يذكي نيران الوضع الملتهب أصلا في المنطقة..
وقال خافير سولانا المسؤول عن ملف الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي: نحن قلقون بشأن السياج.. ونعتقد أنه إذا استمرت إقامته واستمرت اسرائيل في بناء الوحدات الاستيطانية فسيكون من الصعب جدا تحقيق تصور الدولتين..
* «الجزيرة» تعرض إحصائيات رقمية عن المستوطنات اليهودية
يشار إلى أن المستوطنين الإسرائيليين أقاموا منذ العام 1996 اكثر من مئاتي نقطة استيطان عشوائية في الضفة الغربية تسكنها في غالب الأحيان بضع عائلات معزولة أو إنها غير مأهولة تماما..
وكان شارون تعهد في ختام قمة العقبة البدء فورا بإزالة المستوطنات العشوائية التي أقامها مستوطنون في الضفة الغربية بدون ترخيص.
وعندما وافقت اسرائيل في الخامس والعشرين من مايو الماضي على خارطة الطريق «خطة السلام الدولية الجديدة» تعهدت اسرائيل مبدئيا بأن تزيل نقاط الاستيطان التي أنشئت منذ مارس 2001، وتجميد أعمال البناء في المستوطنات الأخرى في الأراضي الفلسطينية، التي يقارب عددها 160 مستوطنة..
يذكر أن المستوطنات العشوائية أقيمت بمبادرة من المستوطنين المتطرفين الذين لم يحصلوا على إذن مسبق من سلطات الاحتلال لإقامتها، لكنهم تحصلوا على ترخيص فيما بعد...
ولا يوجد تعداد رسمي لهذه المستوطنات، خصوصا وان عددها يمكن أن يتبدل من يوم لآخر..
غير أن حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المعارضة لحركة الاستيطان تنشر بانتظام دراسات مفصلة بهذا الشأن، وبحسب دراسة نشرت مؤخراً هناك في الوقت الحاضر «116» نقطة استيطان عشوائية، بينها «86» مستوطنة يسكنها إلى أبعد حد خمس عائلات اسرائيلية؛ والباقي فارغة تماما من السكان...
وأقيمت «64» مستوطنة من إجمالي المستوطنات العشوائية منذ تولي شارون رئاسة الحكومة في مارس عام 2001.
وتقدم بعض المستوطنات على أنها «مزارع»، وأخرى على أنها أماكن لاحياء ذكرى إسرائيليين قتلوا في عمليات فلسطينية، وأخرى أيضا على شكل أحياء تابعة لمستوطنات قائمة، رغم أنها تبعد عنها في غالب الأحيان اكثر من كيلومتر.
ويقيم حوالي «220» ألف مستوطن في حوالي «160» مستوطنة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن «200» ألف إسرائيلي يقيمون في «12» حيا استيطانيا أقيمت في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في يونيو عام 1967، وتعتبر المجموعة الدولية جميع المستوطنات من عشوائية وغير عشوائية مخالفة للقانون إذ انها أقيمت في أراض محتلة.
| 
