* رام الله ا.ف.ب:
ذكرت مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) أمس السبت ان ممثلين عن الحكومتين الاسرائيلية والفلسطينية يعملون على اعداد «ورقة التزامات متبادلة» يمكن ان تمهد للبدء في تطبيق خطة «خارطة الطريق».
واوضحت المصادر لوكالة فرانس برس ان فريقا يضم حسن ابو لبدة رئيس ديوان قريع ودوف فايسغلاف مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقد اخيرا عدة لقاءات «سمحت بالتوصل الى تفاهم يقضي باعداد ورقة التزامات متبادلة يقوم خلالها كل طرف بعرض مطالبه من الطرف الآخر».
واستنادا الى المصادر ذاتها تهدف «ورقة الالتزامات» هذه الى «تمهيد الطريق لتطبيق خطة خارطة الطريق وعقد لقاء بين قريع وشارون».
واوضحت المصادر ان الادارة الامريكية «تساهم من طرفها في دعم الحوارالفلسطيني الاسرائيلي الحالي وقدم مندوبون عنها ورقة اقتراحات بخصوص التزامات كل طرف».
وتنص خارطة الطريق التي بقيت حتى الآن حبرا على ورق على وقف اعمال العنف وتجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005.
وقد وضعتها اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.
وحول لقاء بين شارون وقريع قال ابو لبدة ردا على اسئلة وكالة فرانس برس «ليس لدينا اي اعتراض لترتيب لقاء ذي مغزى يتمكن من تحقيق نتائج عملية ويتمكن من اطلاق رسالة سلام وأمل للشعبين».
واضاف ان اللقاء بين قريع وشارون «سيتم حال استكمال الاستعدادات». لكن مصادر في القيادة الفلسطينية افادت ان هناك رأياً يدعو قريع الى الانتظار قبل لقاء شارون الى ما بعد الاعلان عن «وثيقة جنيف» خطة السلام الاسرائيلية الفلسطينية غير الرسمية مطلع الشهر المقبل.
ويرى اصحاب هذا الرأي ان «من شأن الاعلان عن وثيقة جنيف ان يضاعف مصاعب شارون الداخلية ويدفعه الى اتخاذ مواقف اكثر ليونة مع الفلسطينيين».
في المقابل وحسب المصادر ذاتها «يقترح آخرون عدم تأجيل اللقاء والشروع في محادثات رسمية علنية مع حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي».
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي قال في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري ان شارون وقريع قد يلتقيان «اعتبارا من الاسبوع المقبل». ومبادرة جنيف التي وضعت اللمسات الاخيرة عليها الشهر الماضي في الاردن هي اقتراح تسوية دائمة للنزاع تعرض حلا مفصلا لكل المسائل الجوهرية ولا سيما وضع القدس التي ستقسم وحق عودة اللاجئين الذي يتخلى عنه الفلسطينيون بحكم الامر الواقع اضافة الى رسم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ومصير المستوطنات التي ستفكك بغالبيتها، واعد المبادرة معارضون اسرائيليون يساريون بقيادة وزير العدل السابق العمالي يوسي بيلين ومسؤولون فلسطينيون بينهم وزير الاعلام السابق ياسر عبد ربه. وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس ان شارون التقى سرا مندوب خاص للرئيس الامريكي جورج بوش اثناء زيارته لروما خلال الاسبوع الجاري. ولم تكشف الاذاعة هوية الموفد لكنها اشارت الى ان المفاوضات شملت سبل احياء مفاوضات تطبيق خارطة الطريق.
وكان شارون الذي تعرض لانتقادات كبيرة من بوش، اكد الخميس انه ينوي اتخاذ اجراءات تهدف الى تحسين ظروف العيش في الاراضي الفلسطينية.
واوضحت الاذاعة ان شارون لا يستبعد «نقل مستوطنات واعادة انتشار عسكري» في الاراضي الفلسطينية.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان شارون يفكر في اخلاء عدة مستوطنات «بحلول صيف 2004» تمهيدا لاقامة دولة فلسطينية. وسينقل قسم من هؤلاء المستوطنين الى النقب في جنوب اسرائيل.
واوضحت ان شارون يخطط لجمع عدة مستوطنات معا لخفض عدد الجنود المكلفين حراستها.
وذكرت صحيفة «هآرتس» على موقعها الالكتروني أمس السبت ان شارون يعد سلسلة من «الخطوات الايجابية» ستقدمها اسرائيل الى الفلسطينيين، مؤكدا ان هذه المقترحات «لن تكون مناقضة لخطة خارطة الطريق بل موازية لها».
واوضحت الصحيفة ان رئيس الوزراءالاسرائيلي كان يعتزم الافصاح عن تفاصيل الخطة خلال خطاب ألقاه في تل ابيب الجمعة، لكنه اكتفى فقط بالتلميح الى ذلك بقوله «نحن ملتزمون خارطة الطريق والاتفاقات مع الامريكيين لكن لا يمكن استبعاد خطوات احادية».
ويفترض ان تلتقي الفصائل والحركات الوطنية الاسلامية الفلسطينية في الثاني من كانون الاول/ديسمبر المقبل في القاهرة للبحث في إمكانية التوصل الى هدنة او وقف لاطلاق النار متبادل مع اسرائيل. ومن شأن التوصل الى اتفاق فلسطيني داخلي تسهيل مهمة قريع في احياء المفاوضات السياسية مع اسرائيل.
|