ان مهام المرأة عسيرة طويلة وهي تحتاج في مسيرتها الشاقة الى تشجيع يدفعها حتى تصل الى تحقيق مساعيها.
ولن أخوض في الحديث هنا عن المرأة كأم حيث الأصل لمهمتها ولا عن الزوجة حيث الرفعة والصون ولا عن الأبنة التي تمثل امتداداً لكل هؤلاء فقد سبقتني الكثيرات بالكتابة في هذا المجال واستطعنا ان نتقدم به وخاصة انه شيء فطري.
وانما سأتحدث عن ثقافة المرأة وعن ازدواجية عملها فبالعلم تتقدم المجتمعات وتنهض. وبالجهل تنحط. فعلى المرأة التي تمثل نصف المجتمع ان تغترف من موارد العلم مهما استطاعت وخاصة ان الحكومة لا تدخر جهدا لتثقيف الفتاة السعودية.
فبالعلم تستطيع المرأة ان تثبت وجودها في مجتمعنا الجديد القائم على الثقافة وان تقدم خدماتها له حتى تساعد في بنائه الصحيح ولتأخذ مكانها اللائق بها في المجتمع، وشبانا اليوم أصبح يفتش عن شريكة مثقفة لحياته ليبني معها لبنات بيت يقوم على التفاهم.
أما عن ازدواجية عملها فأقصد عملها في المنزل وخارجه فحياتنا الجديدة أصبحت تتطلب من المرأة بالاضافة الى أعبائها المنزلية أداء واجب خارج نطاق بيتها وبالصبر والتضحية والجدية في العمل والصمود أمام الصعاب والقناعة التامة بالقيام بدورها وبما توفره لها الدولة لما يمكنها من أداء دورها على أكمل وجه.
وعلينا ان لا نستمد من الغرب أو أي مجتمع آخر حلا لمشاكلنا التي تعوق تقدمنا وانما علينا بالرجوع الى شريعتنا الاسلامية السمحاء لنبحث في أعماقها عن حلول لمشكلاتنا الاجتماعية والنسائية بوجه عام. فالاسلام قد تناول المجتمع ككل ولم يترك ناحية إلا وعالجها.. واننا نخطىء كثيرا عندما نظن أن أي حل لا يتفق مع ديننا يمكن ان يكون حلا سليما لمشاكلنا ولذلك لابد ان نعرض مشكلاتنا في ضوء ما نؤمن به وان الايمان والتقاليد ليست عناصر تأخر أو رجعية وانما الايمان والتقاليد الاسلامية هي سر التطور الحق ومفتاح السعادة الحقة لبني البشر.
|