جرت في أثيوبيا تجربة اجتماعية ربما كانت خير مثال لسائر الدول الأفريقية لكي تقتدي بها فتحل مأساة انسانية مشهودة حتى في الدول الصناعية نفسها، وهي مأساة المصابين بعاهات أو بشتى أنواع العجز البدني أما عن وراثة وإما عن حوادث عمل أو حوادث سيارات إلخ.
ابتدأت هذه التجربة في أثيوبيا منذ أربعة أعوام بتشجيع أحد خبراء مكتب العمل الدولي السيد «ادكار مارلان» إذ اقترح هذا الخبير تشغيل العاجزين في مصنع للمظلات الشمسية، وقد اعجب الامبراطور هايلي سيلاسي بهذه الفكرة فأخذ يحاول تطبيقها عمليا.
وهكذا يشتغل اليوم في مصنع «الشماسي» معظم العميان والصم والمصابين بشلل نصفي، ويكسبون من صناعة المظلات.
وكانت الفكرة مرتكزة على هذا الأساس: لا ينبغي اظهار مواطن العجز لدى الذين مستهم يد الاقدار بعاهة من العاهات، بل إنما الأفضل اظهار مواطن القوة الباقية في أبدانهم في تجنيد هذه القوة واستثمارها في أعمال ملائمة مفيدة. ولكن لماذا اختاروا صناعة المظلات؟.
لأن هذه الصناعة سهلة بالقياس الى غيرها، ثم ان الطلب المحلي ضخم جداً، فكانت أثيوبيا تخسر مبالغ جسيمة من العملة النادرة في استيراد المظلات من البلدان الأجنبية.
وأضاف الى ذلك ان رؤوس الأموال اللازمة لانشاء هذه الصناعة ليست ضخمة.
كما ان المؤهلات التقنية المطلوبة ليست كثيرة.
|