اخواني الشباب:لاشك ان الشباب السعودي يختلف عن شباب العالم ولكن المهمة التي يضطلع بها الشباب السعودي صعبة وفي الوقت نفسه بسيطة سهلة أمام الثقة والعمل والاخلاص فالاسلام دستورنا فيه السعادة في الدنيا والآخرة فما علينا إلا التفكير فيه وحماية أركانه من ان تمتد اليها أيدي العابثين.
وهم كغيرهم قد أنار العلم طريقهم وأزال كل العقبات من أمامهم فأقبلوا عليه وارتووا من مناهله العذبة، ولكن الشيء الذي سأفصح عنه بمرارة وقد يكون معدوما لدى شبابنا ذلكم هو العمل والثقة والوقوف بصبر وثبات أمام جميع العقبات.
لتتضافر الجهود وتتصافح الأيدي يحدوها الايمان بربها ثم بوجوب خدمة الدين والمليك والوطن فالشباب فرصة العمر وفترة العمل والكد بلا توان أو اخلاد الى الراحة، فاغتنموا الفرصة قبل ان يداهمكم المشيب، والانسان مرهون بشبابه بكفاحه فليقدم كل شاب ما يخلده بعد مشيبه ويبقى ذكره ويشفع له عندما تتحطم قواه، والذي يؤسف له أن بعضا من الشباب قد ركنوا الى حياة الدعة ونعومة العيش وعاشوا على أمجاد الماضي وغاب عن بالهم ان الماضي قد خلد أصحابه الراحلين فقط، فلا ندوات تعقد لتلتقي الأفكار وتتكاتف الجهود والآراء لارساء لبنات البناء لمجتمعنا السعودي فبعض الشباب وللأسف يلهثون خلف الوظيفة بحثا عن المادة ويقف بعضهم في منتصف الطريق الدراسي هربا من ساحات العمل وميلا الى الراحة مضحين بالمستقبل غير عابئين بواجبهم نحو أمتهم التي عاشت على أعصابها ترعاهم وتبارك مسيرتهم، فهل هناك أضعف من شباب ينهزم أمام هوى نفسه.
فالمهمة صعبة وهناك براعم صغيرة في أول الطريق فتحوا أعينهم على روعة الحياة وصخب المدينة وضجيجها، ينتظرون من يأخذ بأيديهم الى سبيل الرشاد فالطرق أمامهم متشعبة وبحاجة الى من يضيئ لهم شموع العلم في طريقهم، فمن لهم بعد الله إلا أنتم وأنعم بكم من قادة اذا أخلصتم في العمل وصدقتم في القصد. فإلى الأمام يا شباب بلادي فالطريق مليء بالأشواك ومن رام جني الثمر فليمش على الشوك.
فلنصبر ولنجد ونعمل ونسر على بركة الله متسلحين بالعلم والعمل على هدى الاسلام ولنكن أوفياء للدين والمليك والوطن.
|