وفي رمضان كان فتح مكة إذ خرج رسول الله في عشرة آلاف صحابي وأمر بالافطار وكانت الراية في يد سعد بن عبادة فلما قال اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة أمر بأن يدفعها الى الزبير بن العوام وقيل الى علي بن أبي طالب وقيل الى قيس بن سعد وكان خالد بن الوليد على الميمنة والزبير على الميسرة وأبوعبيدة ابن الجراح على مقدمة موكب النبي صلى الله عليه وسلم وخليفته على المدينة أبودهم ولما كانوا بمر الظهران أسفت نفس العباس عم رسول الله على مفاجأة الجيش لأن الأخبار صرفت عنهم بدعوة النبي الكريم فركب بغلة النبي ونهض لعله يلقى أحدا يأتي مكة فينذرهم وسمع صوت أبي سفيان وبديل بن ورقاء خرجا يتساءلان وقد رأيا النيران فنادى العباس وكان جهيراً وقال: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله في الناس واصباح قريش. فقال وما الحيلة، فقال العباس: والله ان ظفر بك ليقتلنك فارتدت خلفي وانهض معي الى رسول الله.
فلما مر على نار عمر، نظر عمر الى أبي سفيان فميزه فقال: هذا أبوسفيان الحمد لله الذي أمكن منه وخرج يشتد وسابقه العباس على البغلة وكان عمر بطيئاً في الجري وقال العباس: يا رسول الله قد أجرته ثم اسلم أبوسفيان، فقال رسول الله من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
- كتب ذلك - أبوتراب الظاهري
|