وفق معظم الكتب والمؤلفات المؤرِخة للأساطير الأدبية في الأدب الانجليزي أعلنت اليوم، الثاني عشر من نوفمبر لعام 1247 وفاة أشهر أسطورة عرفها تاريخ الأدب الغربي وربما الأدب العالمي والمتمثلة في شخصية «روبن هوود»، وكان أشهر ما عرف عن شخصية «روبن هوود» هو حبه للخير حيث كان عادةً ما يمثل ذلك الشخص الذي يأخذ الأموال من الأغنياء ويعطيها للفقراء والمعوزين من أفراد المجتمع، تلك الفكرةالتي طرحت وتناقلها كثير من الأدباء والمؤلفين في كثير من العصور والأزمان حتى في أدبنا العربي المعاصر، فلا ننسى رواية الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ «اللص والكلاب» والتي كانت الشخصية المحورية فيها تلعب نفس الدور، والطريف في الأمر أن هذه الشخصية لا يعرف عنها أكانت شخصية حقيقية عاشت في زمن من الأزمان أم أنها محض خيال أحد الكتاب الذين ابتكروها وحاكوها بصدق حتى بدت حية كما وصدقها الناس، وكم من مناقشات والأبحاث ورسالات الدكتوراه التي كتبت بهذا الشأن محاولة الكشف عن حقيقة هذه الشخصية وعن وجودها من عدمه، إلا أن هذه الدراسات في معظمها قد عادت لنقطة البداية دون أن تقدم جديد، ولعل ما يزيد الأمر صعوبة على الدارسين بهذا الشأن هو أن الأسطورة تلقى من يمدها بالحياة بين الحين والحين، بمعنى أن الفكرة قد تكررت كثيراً بأشكال تتباعد وتتقارب من الشخصية الأساسية، فهذه شخصية «وليام والاس» التي جسدت على شاشة السينما من فترة غير بعيدة والتي تشبه إلى حد كبير شخصية «روبين هوود».
إن مثل هذه المحاولات تجعل من الصعب على القراء تصديق عدم كون هذه الشخصيات غير حقيقية وبالتالي يصعب على الدارس تتبع الخيط للوصول للحقيقة عبر الزمن.
|