سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت التحقيق الذي أجراه الأخ منصور الصايغ في العدد «11352» بعنوان «غياب اللوحات الإرشادية للرس على طريق المدينة السريع» وهو تحقيق متميز وواقعي..
إن الطرق السريعة التي انجزتها وزارة النقل تعتبر من أفخر الطرق على المستوى العالمي..
فهي تنفذ على أعلى المواصفات حتى لو زادت تكاليف التنفيذ.. فإن خدمة المسافرين وسلامتهم هي الرقم الأول في حسابات الوزارة.. وآخر هذه الإنجازات المحلِّقة في الأعالي والتي غامرت فيها وزارة المواصلات بشرف ولم تقنع بما دون النجوم.. أنجزت طريقاً ولا كل الطرق.. وأثبتت نجاحا ولا كل النجاحات وصنعت قفزة ولا كل القفزات.. طريق شق الجبال وتجاوز الأودية بالجسور الفخمة.. وهو الآن تحت إجراءات افتتاحه أمام المسافرين حيث تنجز فيه العلامات واللوحات الإرشادية.. حيث إن اللوحات الإرشادية هي مفتاح الطريق وعنوانه.. وهي مثل الفهرس بالنسبة للكتاب فما يمر به لطريق كتاب ضخم واللوحات على جانبيه هي الفهرس بالنسبة له.. في صباح أحد الأيام المطيرة سرت غب المطر عبر هذا الانجاز الرائع.. عبر هذا الرقم الفخم الذي أضافته وزارة المواصلات إلى سجلها الذهبي في الطرق السريعة.. منذ دخول المسافر إلى منطقة القصيم يرى لوحات على جانب الطريق كتب عليها أسماء ثلاث مدن هي «الرياض وعنيزة، وبريدة» ولا شك ان الرياض هي عاصمة المملكة ويجب ان تذكر على كل طريق وعنيزة كذلك هي فيحاء القصيم ومن أشهر مدن المملكة التي كانت مصنعا للرجال والمسؤولين الذين خرجوا من هذه المدينة النجدية التي جبل أهلها على حب العلم وصفات الكرم والرجولة.. وكذلك بريدة التي هي عاصمة منطقة القصيم وثاني مدينة في المنطقة الوسطى.. ولكن لماذا لم يذكر سوى هاتين المدينتين فقط وكأن القصيم العامر بمدنه الكثيرة ليس سوى بريدة وعنيزة، وكيف بالقادم إلى القصيم وهو يريد الرس أو البكيرية أو رياض الخبراء والتي هي مدن واقعة على بعد من الطريق وهي أقرب المدن إلى المدينة المنورة بالنسبة إلى القادم إلى القصيم من المدينة المنورة، وتبعد الرس على سبيل المثال عن بريدة بما يزيد على 100كم فكيف سيقارن المسافر والقاصد إلى الرس بالمسافة بين بريدة والرس.. قد يعتقد انها مادامت لم تكتب على اللوحات الارشادية انها من ضواحي بريدة وقريبة منها وقد تفوت عليه اللوحة التي ستكتب مستقبلاً «لوحة وحيدة» تشير إلى الرس عند تفرع طريق متجه إلى الرس من البديع.. الملاحظ ان هذه اللوحات تتكرر كل 10كم على مسافة تزيد على 250كم وكلها لم يذكر فيها إلا أسماء هذه المدن الثلاثة فقط.. قد يقول قائل انه إذا ذكرت مدن القصيم كلها فإن اللوحات لن تستوعبها.. أو لماذا تذكر بعض المدن وندع المدن الأخرى.. فبالنسبة للمقولة الثانية منها هي اللوحات لا تشير إلا لمدينتين فقط وتركت كل المدن الأخرى فلماذا لا تذكر المدن المهمة على أقل تقدير كالرس والبكيرية والمذنب ورياض الخبراء والبدائع.. ولا شك انه يمكن ذكر كل هذه المدن على لوحة واحدة فقط.. إن لذكر المدينة هدفاً آخر غير دلالة المسافر وهدايته فهي كالدعاية بالنسبة للمدينة واللوحات هي صحف الطرف.. وإذا ما عرفنا ان الطريق لا يمر بأي مدينة من مدن القصيم فقد انتفت أيضاً مقولة ان اللوحات لا يذكر بها إلا المدن التي يمر بها الطريق والمدينة الوحيدة التي يمر بها الطريق هي مدينة الهلالية، وعلى الرغم من صغرها وقلة عدد سكانها إلا انه من الواجب ذكرها فالطريق يمر بها وهذا من حظها وحقها.. إذا ما نظرنا إلى الاتجاه الآخر من الطريق فهو يذكر النقرة التي لا يوجد بها إلا عدد قليل من السكان جنبا إلى جنب مع المدينة المنورة فليست هناك معايير محددة كذكر المسميات السكانية التي يزيد عدد سكانها على عدد معين، أو مركز المدينة وحجمها أو قربها من الطريق السريع أو بعدها عنه أو ذكر أقرب مدينة من موقع اللوحة مع انه من المفترض تطبيق مثل هذه المعايير التي هي دولية.
في بعض الأحيان قد يتوه المسافر الذي يأتي إلى المنطقة لأول مرة.. ويظل يسأل عن هذه المدينة أو تلك وهي مدينة كبيرة تستحق ان تذكر على الطرق السريعة.. وقد يتجاوزها بما يزيد على 100كم أو أكثر من ذلك وهو يسأل ويتيه.. ثم يسأل ويتيه.. بينما إذا كانت هناك لوحة أو لوحات تشير إليها وبذكر كم كيلومتر تبقى عليها فإن ذلك سيساعده كثيراً وسيصل إليها وكأنه يسير مع خارطة تدله وتقول له انت هنا.. سر من هنا وانعطف من هنا.. حتى يصل إلى المدينة.. إنني أنادي المختصين في وزارة النقل لاعادة كتابة أسماء مدن القصيم على لوحات طريق «القصيم المدينة» السريع حتى يكتمل جهد وزارة المواصلات الخارق وهذه المعجزة الفريدة في صحراء نجد.. أتمنى ان تلتفت وزارة النقل لذلك وألا تتكرر مشكلة الكثير من الطرق.. مع هذا الطريق.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع
|