حقيقة لا أدري من أين أشرع سفينتي.. ولا إلى أين ترسو ولكن الذي أعلمه أن تيار الأحداث والمدلهمات.. التي أصابت بلدي الطاهر بلد الحرمين.. وعاصمة مملكتي الحبيبة.. هي التي جرفتني لأجدف مع رفاق دربي.. كتاب «الجزيرة»..في الوقت الذي تفرض هذه الأحداث على كل قلم مسلم ينتمي لبلد الطهارة.. أن يشجب ويستنكر.. ويضع النقط على الحروف.. واضعا نفسه على خارطة.. المنددين والرافضين لهذا العمل الإجرامي.. من أين أبدأ والأحداث التي جرت لم تبق في جعبة أحرفنا كلمة من كلمات الشجب والاستنكار إلا صرفناها.. ولاكتها ألسنتنا بمرها العلقمي الذي صدع أمننا وعكر صفونا.. نعم عكر صفو ونقاء ونظافة مجتمعنا السعودي.. هو ذاك الإرهاب.. الذي همه إثارة الشكوك في سياستنا الرشيدة.. ورمي الاتهامات وزعزعة أمننا المستقر المستكين بين الناس الأبرياء.. ومن التضحية أن نقدم لبلدنا المسلم جهدنا.. وحياتنا وعمرنا. وحتى سهرنا.. كله فداء لهذا الدين والوطن.. فكانت هذه الأحرف كأقل عطاء.. من كاتب متواضع أقضت مضجعه تلك التفجيرات التي هتكت عذرية هذه البلاد الآمنة. ووالله اني عندما أتحدث أو أنوي الحديث عن هذه التفجيرات.. وما تناقله الكتاب.. من مصطلح الإرهاب.. لأرمق مزاجي على شفا حفرة من بركان إنه والله أمر لا يطاق.. أن ترى دما بريئاً يهراق..!!
** فلا عجب أن أناجي النفس ساعة خلوة بالذات.. أنا وإياها نستشعر ونكتوي بصور الأبرياء وبلهيب الحادثة ومنظر القتلى والجرحى في مجمع المحيا السكني.. حينها تتساءل نفسي وقلمي يدون ويسجل على صفحات العزيزة: «أي عنف وقسوة نلمح..؟ كيف هذا العناد والجموح نكبح..؟ أي إرهاب في بلادنا يرمح..؟ إن هذا اللون من العداء ديننا فيه لا يسمح..؟ إن شاء الله قيادتنا الحاكمة بشرع الله وعن عرشها لن تبرح!!» لقد تجاوب الشعور مع ما حدث.. فدمعت العين.. وتصاعدت الآهات.. وألهبت مشاعرنا.. بالحزن والأسى على ما جرى!! هم يريدون أن يرسموا لأمن بلادنا صورة تكون كخلفية الشاشة الكمبيوترية الثابتة.. وهم يتحركون بفأرتهم.. كالفئران يدمرون ويخربون.. كلا.. والله لن ينال منا هؤلاء العدوانيون ولن نرضى بذلك.. فأمننا على بلادنا عيون ساهرة.. وقوانين نافذة!! وبلادنا حفظها الله لا تجهل تلك المواطن التي عشعش فيها الإرهاب والفساد وفرخ، حق لصوتنا السعودي أن يكون له صدى وحضورا ولو عبر الكلمة المطبوعة.. ولنعلن تصدينا حكومة وشعباً لهذا الإرهاب.. رافعين راية «كلنا في وجه الإرهاب» خفاقة ولنعلنها بقوة صارخة وننحتها في قلوبنا.. ونسطرها على صفحاتنا.. كما عنونت هذه العبارة في كتاب اللواء الدكتور إبراهيم بن محمد المالك حسبما أورده الأخ ناصر العريج في مقاله «كلنا في وجه الإرهاب» في صفحة الرأي في عدد الجزيرة «11370» ليوم السبت 20/9/1424هـ وبذلك نكون كتبنا.. في الحق كلمة.. ونكون فيها أمضينا عيونا يقظة.. ورسمنا بها قلوباً صدعة.. بعد أن مزقتها ودمرتها أعمال بشعة!!
** نعم أضلنا الإرهاب بعد أن خلفنا ماضيا يشق الليل عن أسراره.. والبحر عن أمواجه.. نعم انتشر في عقول غرر بها.. وأضحى الإرهاب في عقولهم.. كطفيليات دودية في حركتها. وأهدافها..
أضلنا ونحن في بلد الأمن والأمان.. وإن كان هناك من ثغرة أمنية فهي في و جود جماعة ضعيفة الوازع الديني الإسلامي بالكاد لم تقدر انتماءها لبلد مسلم يضم الحرمين الشريفين.. بلد شرف.. وتميز بمسؤوليات جسام. وإذا كان الإرهاب عند أمريكا هو الإسلام.. فالإرهاب عندنا هو الإجرام.. وهذا هو الإجرام بعينه عندما نرى صورا وأشلاء لأبرياء أهريقت دماؤهم على أديم هذه الأرض الطاهرة بغير وجه حق ولكن بحجة الإجرام.. والإذلال والإسفاف.. أواه إنها والله غصة في الحلق لا تستساغ.. فماذا نقول.. نعم ماذا نقول: «لقد افترس الإرهاب أذهان البشر.. ونحن صيام في هذا الشهر.. ألبسوا رياض البدر حلة الضجر. وفي هذه العشر من هذا الشهر ونحن نتحرى ليلة القدر. أسأل الله العلي العظيم. أن يحمينا وبلادنا من كل شر».
** وحري بنا وبكل فرد أن يتنبه من تبعية ضعاف النفوس وإرهابهم ذلك الفيروس القادم.. وحذار أن يغرس الإرهاب نابه في عقولنا قبل أجسادنا.. حذار من هذا السلوك العدواني فإنه لا يفضي إلا إلى التكوين الأخلاقي السيىء الذي يحدث صدعا في عقائدنا وأخلاقنا.. نعم هؤلاء.. هم خفافيش الظلام..!!
أواه.. لقد جرحت مشاعرنا.. وتصدعت مساكننا. وشوهت صورتنا بعد أن نقلت هذه الأحداث إلى كافة أرجاء العالم.. وليعلم كل من يفسد ويخرب ويدمر.. بأنه لا يمثل نفسه بل بلده.. فهل يعي المخربون ذلك..؟
أعان الله قادتنا.. على حمل هذه الأمانة.. ونحن وكافة أهالي محافظة المذنب في تضامن مع قيادتنا الحكيمة نشجب ونستنكر الأعمال الإرهابية التي صورتها الأحداث المفجعة في أجزاء من وطننا العامر وكان آخرها أحداث مجمع المحيا السكني.. ونعلنها مرارا وتكرارا لرجال هذا البلد المعطاء قادتنا الأشاوس أنه لو نبع الماء من بين أيديهم لوردناه.. ولو نبت الزرع على جبينهم لرعيناه.. فهم موصولون بحجاب قلوبنا.. محمولون على حجاج عيوننا..!! ولقرائنا الكرام أفيدكم بأنني سأكشف عش خفافيش الظلام من خلال رأيي المتواضع ورؤيتي لسلوكيات المجتمع.. عبر مقال قادم بمشيئة الله!!.
فاصلة
لخفافيش الظلام أقول:
«عيشوا بعقل.. وتذكروا أن للحس كرامة..!!»
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية/المذنب
|