Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في شهر التكافل والرحمة في شهر التكافل والرحمة
موائد الرحمن في مصر تقدم خدمة الإفطار المحمول

* القاهرة -مكتب الجزيرة عتمان أنور:
رمضان شهر التراحم والتكافل بين المسلمين فيه يشعر الغني بجوع الفقير ويعطف القادر على غير القادر الكل يجتمع على قلب رجل واحد ومن أبرز معالم التراحم بين المسلمين في شهر رمضان موائد الرحمن التي تنتشر في جميع أرجاء مصر حيث تبدو شوارع وحواري القاهرة وكأنها مطعم كبير مفتوح يتجاور فيه الغني والفقير والصغير والكبير لتناول طعام الإفطار فلم تعد موائد الرحمن قاصرة على الفقراء وعابري السبيل فقد أصبح ارتيادها ضمن طقوس وعادات كافة شرائح المصريين في رمضان.
وتختلف الموائد عن بعضها فيما تقدمه من أنواع الطعام فهناك موائد يطلق عليها المصريون فئة الخمس نجوم وهي التي يقيمها رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب والشركات الكبرى والفنانات أمثال مائدة الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بالسيدة زينب ومائدة محمد أبو العنين رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب في منطقة الجيزة وكذلك موائد الفنانات أمثال فيفي عبده ولوسي وشريهان في مناطق المهندسين والزمالك وقد أثار دخول الفنانات ساحة المنافسة في إقامة الموائد جدلا بين رجال الدين خلال الأعوام السابقة حيث أفتى البعض بعدم جواز الإفطار عليها الا ان دار الافتاء المصرية أعلنت ان موائد الرحمن من باب البر ايا كان مصدرها وليس هناك من يمنع ان يقيمها أي أحد ابتغاء مرضاة الله.
الإفطار المحمول
وتتنافس هذه الموائد في تقديم ما لذ وطاب من طعام ويصل مقدار ما ينفقه المصريون على موائد الرحمن خلال شهر رمضان الى مليار جنيه وذلك حسب دراسة أعدتها لجنة الفتوى بالأزهر الشريف غير ان الملفت للنظر هذا العام تقلص عدد موائد الرحمن في المناطق الفرعية من القاهرة وكذلك تقلص اعدادها على الطرق وأرجع البعض ذلك لارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الدولار اما الجديد هذا العام هو انتشار ظاهرة توصيل موائد الرحمن الى المنازل أو ما أطلق عليه البعض الإفطار المحمول وهذا المشروع بدأ بأحد المساجد بمنطقة باب الشعرية وسط القاهرة ثم بدأ في الانتشار فيقول المسؤول عن المشروع حسان عبدالرحمن:
لاحظنا ان هناك عددا كبيرا من الناس لديهم المقدرة المالية على اعداد موائد الرحمن لكنهم لايقيمونها حتى تكون صدقاتهم سرية وهناك آخرون لديهم النية الصادقة لاقامة تلك الموائد لكن ظروفهم المادية لاتكفي لذلك، وعلى الجانب الآخر تبين لنا أن هناك نسبة غير قليلة من الفقراء لايستفيدون من ولائم الخير حيث يمنعهم التعفف والحرج من ذلك خاصة لو كانت ارملة مثلا ولديها اطفال صغار يصعب عليها حملهم من مكان لاخر ومن هنا نبتت الفكرة في اذهاننا وتساءلنا: لماذا لاننقل موائد الرحمن للمنازل؟!
وبالطبع بدت الفكرة غريبة وغير تقليدية ولكن العمل الخيري والتطوعي يحتاج لكل ما هو جديد حتى ينتشر الخير بين الناس وما دام الهدف في النهاية إرضاء الله فإن التوفيق يأتي من عنده سبحانه وتعالى.
*كيف تم تنفيذ المشروع عملياً؟
- الفكرة التي يقوم عليها المشروع ببساطة ان من يريد أن يطعم المحتاج ويفطر الصائم فكل ما عليه ان يأتي إلى المسجد ونحن من جانبنا أعددنا عبوات بلاستيكية تستخدم لمرة واحدة يأخذها المتصدق بقدر ما يطلب 4 عبوات أو 5 عبوات حتى لو علبة واحدة ويملأها بالطعام الذي يأكل منه مع أهل بيته بحيث لايتكلف عبء إعداد طعام خاص وحتى لايشق ذلك على الزوجة ثم يعيد هذه العلب إلى المسجد فيأتي أهل الحاجة ليأخذوا نصيبهم من هذا الإفطار وقبيل اذان المغرب ويأكلوا هذه الاطعمة في بيوتهم بما يحفظ لهم كرامتهم ويرفع عنهم الحرج وفي بعض الاحيان يذهب متطوعون لتوصيل هذه المعلبات إلى بيوت المحتاجين خاصة لو كانوا من كبار السن أو المرضى. وبذلك يكون المسجد مجرد وسيط بين أهل الخير والمحتاجين.
وبفضل الله عندما تكون النية صادقة لخدمة الناس تتحقق أشياء كبيرة ونافعة ولم نكن نتوقع نصف النجاح الذي لاقاه المشروع وتفاعل أهل الحي معه حتى ان بعض المحلات اصبحت تأتي الينا ببسبوسة وكنافة وعرقسوس وتمر وكذلك المخللات والسلاطات لتوزع مع الوجبة ونوزع يوميا اكثر من 50 وجبة أي حوالي 1500 وجبة في الشهر وتكون الاطعمة متنوعة ما بين المكرونة والفراخ والمحشي واللحوم وغيرها حتى ان الناس تتبرع بعدة ارغفة من «الحواوشي»!!
وعلى صعيد آخر نجد ان المشروع اسهم في زيادة التكافل والترابط الذي حث عليه الاسلام بين اهل المنطقة فالمتصدق هنا لايجهز طعاما «درجة ثانية» للمحتاجين لكنه من نفس ما يأكل في بيته وعلى نطاق الاسرة نجد ان الثواب شمل الجميع فالاب ينفق ماديا على الطعام والام تطبخه والأبناء يوصلونه للمسجد فكلهم يتحقق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطَّر صائما كان له مثل أجره غير انه لاينقص من أجر الصائم شيء ومن الطريف ان احد الناس تبرع بعلبة واحدة فقط وبادرنا بقوله: ألم يقل الرسول الكريم: اتق النار ولو بشق تمرة' أي انه لم يحرج من تقديم شيء قليل مادام يقصد به الخير.
مسابقات دينية
و بدأت بعض المساجد المصرية تجربة جديدة في شهر رمضان لتنظيم موائد الرحمن، تقوم على تقديم خدمات جديدة لضيوف الرحمن الذين تستضيفهم الموائد غير تناول الطعام، مثل تقديم دروس دينية على الموائد، وجوائز ومسابقات لتشجيع الحاضرين على التبحر في شؤون الدين، فضلا عن توزيع حلوى وكعك عيد الفطر الشهير في مصر.
ومنها جمعية مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين الراقي بالقاهرة.. حيث لم يتوقف اهتمام الجمعية على زيادة من يتم تقديم طعام الإفطار لهم في رمضان من 500 إلى 5 آلاف وجبة توزع يوميًا، وتبلغ قيمتها حوالي 850 ألف جنيه مصري ( حوالي 220 ألف دولار) يتبرع بثمنها أهل الخير، بل طبقت في رمضان الحالي نظام المسابقات الدينية وتسليم الجوائز للفائزين من الرواد، وإذاعة الدروس الفقهية والشرعية عليهم قبل وأثناء تناولهم وجبة الإفطار بمائدة الرحمن بالمهندسين، فزوار المائدة لا يقدم لهم الطعام فقط بل والمعلومة وأيضا الجائزة وهي 20 جنيهًا للفائز يوميا، أيضا يقدم لهم كعك العيد الذي توزعه الجمعية في نهاية رمضان.
ويقول المشرف العام على مائدة الرحمن بالمسجد الدكتور «أحمد عادل نور الدين»: إن الجمعية تهتم أيضا بنوعية الوجبات؛ حيث تعاقدت مع شركات ومطاعم كبرى لتقديم نوعية من الطعام لا تقل عن مستوى وجبة يقدمها فندق 5 نجوم.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved