Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في شهر رمضان شجرة ظليلة في شهر رمضان شجرة ظليلة
خالد عبدالعزيز الحمادا/ ثانوية الأمير عبدالإله -بريدة

رمضان موسم خير وميدان للتنافس والبذل والعطاء.. رمضان ساحة خير ونبع فياض فرصة سانحة لا تفوت لمن أراد التزود والنهل من فضله وكرمه.. رمضان محطة للمراجعة والتوقف وإعادة ترتيب النفس.. إنه الكرم والعطاء الالهي الذي فتح وبسط فيه الخير وأغلق ولخص فيه الشر.. في رمضان تنصب رايات الحق وتخفق وتتراجع رايات الشر.
في رمضان تهدأ وتطمئن النفس وتعيش أوقاتا طويلة من الأنس والسرور.. في رمضان ينكسر الجمود وتلين القلوب وتترطب النفوس عندما تضج المساجد وتمتلئ البيوت بترانيم وتراتيل آيات الذكر الحكيم التي تنفذ إلى النفوس فترققها وتدخل إلى القلوب فتطمئنها {ألا بٌذٌكًرٌ اللَّهٌ تّطًمّئٌنٍَ القٍلٍوبٍ} في رمضان يزحف الحسد ويبتعد الغل والحقد لأن النفوس تضئ الآن بالخير والذكر.
في رمضان ميزة وخصلة لا تتوفر في سائر العبادات والشهور وهي هذه الروحانية والمتعة والجمال الذي نجده في أيامه ولياليه فقد نظم الأوقات واختار أحسنها وأجملها وهل هناك أجمل وأهدى من وقت السحر الذي يقترب فيه المولى من عباده ويناديهم بآيات كلها شفقة ورحمة :{وّإذّا سّأّّلّكّ عٌبّادٌي عّنٌَي فّإنٌَي قّّرٌيبِ أٍجٌيبٍ دّعًوّةّ الدَّاعٌ إذّّا دّعّانٌ فّلًيّسًتّجٌيبٍوا لٌي وّلًيٍؤًمٌنٍوا بٌي لّعّلَّهٍم يّرًشٍدٍونّ }
.. وقت السحر تسكن الأشياء ويهدأ الضجيج وترتاح الأنفس وفي هذه اللحظة قمة الإبداع والجمال الالهي فالليل يلملم فضل أرديته السوداء وينسحب بصمت وهدوء والصبح يجهز نفسه للتنفس والتجلي بعد أن انهكه الليل وكتم أنفاسه وسجى عليه وتغشاه بغسقه.
ما أجملها من لحظات غذيت بالبركة والانس والمتعة وما ألذه وأطعمه من سحور تأكل فيه وتشرب وأنت ترقب خيوط الفجر تخط نفسها ممتدة على صفحة الأفق مزيجاً من الليل والنهار بين الأبيض والأسود وترطب نفسك وترققها بنداء الآية وصوتها الذي يقطع الصمت ويحرك السكون بكلام الاله جل وعز:{وّكٍلٍوا وّاشًرّبٍوا حّّتَّى" يّتّّبّيَّنّ لّّكٍمٍ الخّيًطٍ الأّّبًيّضٍ مٌنّ الخّيًطٌ الأّّسًوّدٌ مٌنّ الفّجًرٌ}
وقبل السطر الأخير .. إذا كان الإنسان في هذه الدنيا مسافراً وقد انقطع به المسير فإن شهر رمضان شجرة ظليلة متدلية الثمار والماء البارد يتجدول من تحتها وما أظن العبد المسافر الشديد في سيرة الذي الهبه سموم الصيف وأحرقته حرارة الشمس سيتجاوز هذه الشجرة بما فيها من خير فلا شك إنه سيتصل بظلالها ويقطف من أطيب ثمارها ويشرب من عذب مائها وأيضا سيتزود ويأخذ معه ما يكفيه بقية الطريق.
هذا هو حالنا مع شهر البركة والخير فلابد أن نتزود وننهل من خيراته ونستغل دقائقه وسائر أوقاته ونمارس فيه من العبادة ما نستطيع.. لعل الله أن يشفق علينا ويغفر لنا ويرحمنا إذا أريناه من أنفسنا خيراً بالتذلل والخضوع والانكسار بين يديه.. أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم.

sa7sd7@hotmail

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved