Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يصلون .. ولكن إلى غير القبلة!!! يصلون .. ولكن إلى غير القبلة!!!
أحمد بن صالح الخنيني / إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي

ليس كافياً أن يكون هدفك نبيلاً للتتخذ هنالك من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ما يبلغك إياه..وليس شرطاً أنك إذا ذكرت اسم الله عند الذبح فقد حلت ذبيحتك ولو كانت نفس آدمي مثلك له حق الحياة والعيش الكريم.
لقد تعلمنا من ديننا أن الله كرم بني آدم وحرم دماءهم وأموالهم وأعراضهم إلا بحقها وأن رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام عاهد الكفاروالمشركين فأوفى بمواثيقهم، وعاملهم فكان أصدق المتعاملين وأزكاهم وتعلمنا من ديننا كيف نخفض جناحنا للمؤمنين، وعرفنا من تعاليمه حرمة النفس المؤمنة وبشاعة الإفساد في الأرض وعاقبة المجرمين .. فماذا تنقم منا هذه الفئة الخارجة على منهج الراشدين وطريقة الصالحين؟؟
إن من يسفك دماء الناس سواء من المسلمين أو المقيمين ويزعزع أمنهم وينشر الفوضى بينهم - وإن سمى عمله جهاداً أو إصلاحاً - فهو كمن يصلي إلى غير القبلة، واستشهاده على هذا النحو انتحار مأزور لا مأجور، وهو كمن قال الله فيهم:
{وّإذّا قٌيلّ لّهٍمً لا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّّرًضٌ قّالٍوا إنَّمّا نّحًنٍ مٍصًلٌحٍونّ أّّلا إنَّهٍمً هٍمٍ المٍفًسٌدٍونّ وّلّكٌن لاَّ يّشًعٍرٍونّ }وإنني لا أستبعد أبداً أن وراء هذا الفكر المنحرف الذي بدأت تتكشف آثاره فيما حدث من تفجير وأعمال إرهابية خطيرة أيد خفية وجهات متربصة بأمتنا ومقدراتها وكيانها، ولا شك أن مقاومة هذا الفكر الدخيل لن تتم إلا بدعم المنهج المعتدل وتعزيز انتشاره عبر مختلف قنوات التوجيه والتأثير.
مصيبة كبرى وفاجعة عظمى أن نرى من بيننا نحن المسلمين وفي بلاد تحكم كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من ينتهج أسلوباً غوغائياً في التعبير عن أفكاره وطروحاته بل ويحاول فرضها على الآخرين بأسلوب أرعن لا يقره دين أو عرف فضلاً عن دين الإسلام الذي جاء رحمة للعاملين، ففي هذا المنهج الخطير ارتكاب لكبائر وموبقات كثيرة منها: إزهاق الأنفس المعصومة والله يقول:
{مٌنً أّجًلٌ ذّلٌكّ كّتّبًنّا عّلّى" بّنٌي إسًرّائٌيلّ أّنَّهٍ مّن قّتّلّ نّفًسْا بٌغّيًرٌ نّفًسُ أّوً فّسّادُ فٌي الأّّرًضٌ فّكّأّنَّمّا قّتّلّ النَّاسّ جّمٌيعْا وّمّنً أّحًيّاهّا فّكّأّنَّمّا أّحًيّا النَّاسّ جّمٌيعْا} ومن ذلك الخروج عن طاعة ولي الأمر وأعظم بها من فتنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها: ( من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهيلة) وكذلك زعزعة الأمن الذي به تقوم حياة الناس وبانعدامه يحل الدمار والفوضى واستباحة بيضة المسلمين من قبل الأعداء.
إنها دعوة إلى عودة الرشد والصواب، وامتثال الصراط السوي ومنهج المؤمنين، فإذا كان ارتكاب الخطأ سيئاً فإن الاستمرار باقترافه ومنادمته أسوأ منه، وإذا كان التفريط في الواجبات مذموماً فإن الإفراط والتنطع والغلو في دين الله لا يقل مذمة وقبحاً، وإن ابتلي بعض الناس بالشهوات فغيره قد يبتلى بالشبهات، وهي وربي من الرزايا والمهلكات التي لا يدور في فلكها إلا من أعمى الله بصيرته وخبا نور الإيمان في قلبه.
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يحمي بلادنا من كل عابث أو حاقد مبين، والحمد لله رب العالمين.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved