مع مرور الأيام والليالي ومع تغير أحوالنا وأشكالنا تظل واقفة بكل شموخ وكبرياء أمام طوفان النسيان فلا يتحرك لها ساكن، نقشت نفسها في أعماق ذاكرتنا فأصبحت جزءاً منا، فعندما تقتلع الأيام من واقعنا الأمان والاطمئنان ومعانقة الأحباب والأصحاب وتزرع الخوف والرهبة ومفارقة أحبابنا وأصدقائنا، وعندما تصرخ الأقدار في وجوهنا بكل شدة وعنف مانعة عنا كل ماهو جميل ومحبب إلى قلوبنا، وعندما ترسم الدموع طريقها على خدودنا، وتشد الرحال ابتسامتنا نحو مصيرها المجهول فلا تعلم هل سيكون لها معنا لقاء آخر أم لا، مع كل مشاهد الأسى والحزن هذه نجدها شاقة طريقها من بين هذه المنغصات والآهات لتصل إلينا محملة بالزهور والورود، فتعود إلينا ابتسامتنا وترتسم على شفاهنا، وتنسل الدموع من أعيننا لكنها هذه المرة دموع الفرح، تقودنا خطانا نحوها ونحن لا نشعر بها فنعانقها، تنقلنا من واقعنا المر إلى عالم ماضينا الجميل، نعيش معها لحظات تملأها السعادة والفرح ويغطيها الأمان والاطمئنان.
نعم هي تلك الذكريات الجميلة بكل ما تحمله من أحداث وشواهد لا تنسى، يكفينا منها قطرات من الأمل تسلك طريقها إلى قلوبنا فتبعث فيها من جديد الإرادة والصبر ومحاولة ايجاد ذكرياتنا الجميلة والبحث عنها في واقعنا فلابد ان يكون لها وجود مرة أخرى.
|