منظومة طريق النور
أبو عثمان إبراهيم بن عثمان

باسم ذات الله أبدأ
وحده للكون أجرى
أنزل الفرقان هديا
محكم الآيات تترا
واجتبى ذاك النبي ال
مصطفى يتلوه ذكرا
حطم الأصنام حتى
عزَّ للإسلام قدرا
قبلُ إبراهيم ألقا
ها جذاذا فهي نكرا
وانقضى أمر الإله
لم يعد للكفر أمرا
وانجلى الإصباح نورا
في الورى برا وبحرا
هذه أبيات نصح
فاستمع للنصح شعرا
بحره مجزوء رمل
من بليغ القول يقرا
إن في الآفاق آيا
ت - تبين الحق - كُبرى
تنبي من يهذي بشركِ
شارحا بالكفر صدرا
شرعة الله التي إخ
تارها للناس غرا
لا يرى فيها اعوجاجا
أو يرى أمتا وإمرا
زانها عهد الصلاة
من يدعها نال كفرا
فالتزم في كل فرض
لا تُزيد الذنب إصرا
من هجيع الليل فاسجد
واقترب لله شكرا
في صلاة في دعاء
سنة شفعا ووترا
جُد برزق الله أنفق
أعط للمسكين قدرا
لن تنال البر حتى
تنفق الأموال برا
من يزكي ليس ينقص
بل يزيد المال طهرا
صم تُقًى شهر الصيام
واحتسب لله صبرا
إن تكن تسطع سبيلا
والأيادي منك غمرا
حُج بيت الله واقصد
بابه تشفى وتبرا
خمسة الأركان هذي
قد بنت للدين قصرا
إن تريد السكنى فالزم
عهده سرا وجهرا
كل من يلجأ إليه
آمنا لا تخش فقرا
سوف يأتي في زمان
إن تحط بالعلم خبرا
قابض الدين كشخص
قابض في الكف جمرا
ماتشأْ من بعد هذا
فاستزد تقوى وبرا
حيث في التقوى لباس
كلَّ من ألقاه يعرى
اتبع للحق واعزم
واهجر البطلان هجرا
منك يدنو الرب باعا
حين تدنو منه شبرا
لا تقل أفٍ لأم
أو أبٍ رباكَ عمرا
جازهم بالحسنِ احسا
نا وتوفيقا وبرا
واصل القربى وجار
لا تدع للبغض إثرا
لا تصغر أي معرو
فٍ وإن أطعمت هِرا
كل نفسٍ رطبة في
ها - بعون الله - أجرا
واختر الأصحاب ترقى
بل تنل عزَّا وفخرا
ذلك المسكي يوما
عندما يحذيك عطرا
فهو خيرٌ من جليس
نافخا في الكير جمرا
دعْكَ من صوت البغاثِ
ولتكن صقرا ونسرا
واعتصم بالله دوما
واضعا يمنى بيسرى
لا تخف في الدهر يوما
مرتقىً صعبا ووعرا
من يريد المجد يلعق
من مرور الوقت صبرا
هكذا تجري الليالي
في فضاء الكون مرَّا
هكذا الأيام أعطت
فيضها خيرا وشرا
في طريق النور هذا
تابع المسرى بمَسْرى
واحمد المعبود واصبر
إن بعد العُسر يُسرا
لست تدري أي كسب
في غد تلقاهُ وفرا
أو ترى في أي أرض
يحتويك التربُ قبرا
اغتنم شرخ الشبابِ
فالقضا أمضى وأجرى
أيُ حال منك تخفى
أنت بالأحوال أدرى
امتثل تحظى بفوز
في جنان الخلد خضرا
لا تجوعُ الناس فيها
لا ولاتظما وتعرى