Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عن معركة بدر.. يطيب الحديث عن معركة بدر.. يطيب الحديث
مالك ناصر درار

حيث تتوجه إلى المدينة المنورة من جهة الجنوب الغربي تطالعك في وسط الطريق قبل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ب 145 كلم واحة بدر على الطريق المؤدي منها إلى مكة المكرمة، أمام هذه الواحة تعود بك الذاكرة إلى ما قرأته عن موقعة بدر والانتصار الذي سجله المسلمون على الكفار في ملحمة بطولية نسجت حروفها من نور الرسالة الاسلامية واتخذت مكانها على خارطة الانتصارات التي شهدها العصر الإسلامي الزاخر. وما تزال هذه المنطقة شاهدا على هذا الإنجاز الذي بدأ به المسلمون فتوحاتهم وانتصاراتهم على الكفار. ولإلقاء مزيد من الضوء على المعركة من الوجهتين الاستراتيجية والقتالية وسير الأعمال الحربية فيها علق اللواء الركن المتقاعد أنور ماجد عشقي كافياً بالقول:
جرت أحداث معركة بدر يوم الجمعة في السابع عشر من شهر رمضان المبارك العام الثاني للهجرة في منطقة واحة بدر وكان الأفق الاستراتيجي العام الذي سبق المعركة مشحونا العداء والتربص للإسلام والمسلمين وحين هاجر المسلمون من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فارين بأنفسهم وعقيدتهم قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفرض الحصار الاقتصادي على قريش بتهديد طريق تجارتها الحيوية، وكانت الطرق التي تسلكها القوافل شمالا الي بلاد الشام هي طريق مكة ساحل البحر الأحمر.. تبوك دمشق فأراد الرسول الكريم تهديد هذه الطرق وضرب تجارة قريش في أخطر اتجاهاتها.
وفي هذه المعركة خرجت قريش في تسعمائة وخمسين مقاتلاً، معهم عدد كبير من الإبل ومائتا فرس وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين وتعدادهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، وكانت أبل المسلمين سبعين، وكانوا يمتلكون ستين درعاً فقط.
وحول الموقف القتالي «التكتيكي» الخاص بمعركة بدر قال اللواء الركن: «حيث خرج جيش المسلمين من المدينة المنورة قاصداً اعتراض قافلة أبي سفيان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأجراس أن تقطع عن أعناق الإبل، محافظة على سرية المسير، وسلك طريقة جيش المسلمين إلى وادي ذقران أتاه الخبر عن قريش فتكلم المهاجرون كلاماً حسنا وكذلك الأنصار فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموقف».
أما من حيث اختيار أرض المعركة، فتذكر كتب السيرة والتاريخ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما نزل عند أدنى ماء من مياه بدر قال له الصحابي الحباب بن المنذر: يا رسول الله، أرأيت هذه المنزل؟، أمنزلاً أنزله الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: «بل هو الحرب والرأي والمكيدة». فقال الحباب: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فأمض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فتنزله، ثم تفور ما وراءه من الآبار، ثم نبني حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «لقد أشرت بالرأي» نهض صلوات الله عليه وسلامه وتحول إلى المكان الذي أشار المنذر بالنزول فيه، وعمل برأيه، فاتخذ المسلمون حياضاً ملأوها بالماء فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوب من كثيب (العقنقل) الذي جاءوا منه إلى وادي بدر قال: اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها.. اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم.. صف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وعبأهم في ليلة المعركة حيث نظم حيش المسلمين في كتيبتين لكل منهما قائد مسؤول، واصطفت كل كتيبة في صفوف منتظمة كصفوف الصلاة، وقد تفاجأ القرشيون بهذا الترتيب القتالي للمعركة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعركة يكثر الابتهال والتضرع والدعاء الى الله فيقول: (اللهم إن تهلك تلك العصابة لا تعبد بعدها في الأرض).
فقد نصر الله المسلمين في هذه المعركة التي قادها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكانت من أهم الغزوات في فنون الحرب الإسلامية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved