في أقل من أسبوع تعرضت مدينة إسطنبول إلى أربع هجمات إرهابية تسببت في مقتل عشرات الضحايا ومئات الجرحى لتدخل تركيا في دائرة الدول المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية التي لا تختار أهدافها عبثاً حيث يلاحظ تركيز على الدول الإسلامية بهدف زعزعة الاستقرار في هذه الدول ودفعها لاتخاذ مواقف لا تتوافق مع مبادئ السيادة والاستقلال الوطني، إذ يتسبب مقتل رعايا دولة أجنبية على أرض دولة أخرى إلى مطالبة تلك الدولة بحماية مواطنيها والمشاركة في التحقيقات التي تعقب تلك الأعمال الإرهابية التي أصبحت من خلال اتساعها وشموليتها واستهدافها للعديد من الدول وباء تعاني منه الأسرة الدولية جمعاء، فبالاضافة إلى ارتفاع أرقام القتلى والجرحى من الابرياء تعد الأعمال الإرهابية موجهة ضد الإنسانية بلا تمييز، إذ ان التفجير واستهداف مكان ما بعمل انتحاري يجعل كل من دفعه حظه العاثر للتواجد في ذلك المكان هدفاً معرضاً للقتل أو الإصابة بعاهة فضلاً عما تسببه مثل هذه الأعمال من رعب وهلع يصيب المجتمع بأسره وهو ما نراه في كل الدول والمناطق التي تعرضت للعمليات الإرهابية التي لم يعد تنفيذها قاصراً على دولة بعينها وهو ما يفرض في مختلف دول العالم المزيد من تعزيز الجهود لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وجوانبه والقضاء عليه وألا تقتصر هذه الجهود على الإدانة والاستنكار فقط بل يتطلب كما طالبت المملكة بطرح مبادرات كبيرة لمقاومة وباء الإرهاب المتفشي عالمياً ، مبادرات تأخذ في الاعتبار كل الجوانب المتعلقة بهذا الوباء المستشري بمعالجة جذوره وتجفيف ينابيع نشأته والقضاء على الجهات التي تنميه وتمده بالبقاء خدمة لمصالحها.
|