Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
العولمة.. والغزو الفكري
عبدالرحمن سعد السماري

** هل هذا الانتشار والتوسع والزحف الإعلامي الكبير.. يُعد نعمة أم نقمة؟
** بمعنى.. أننا متى قسنا حجم المكاسب - إن وجدت - وحجم الخسائر وهي كثيرة.. ماالذي سنخرج به؟
** اليوم.. الإعلام انتشر وتوسع. وصار في بيت الكثير من الناس خمسمائة محطة تلفازية وشبكة عنكبوتية تربطه بالكون كله.. معلوماتياً.. وخبرياً.. وصوراً.. وأحداثاً.. وكل شيء صار معك في غرفة نومك..
** قبل عشر سنوات.. أو ربما أكثر بقليل.. كان المصدر المعلوماتي أو الخبري محدوداً عبر إذاعات محدودة.. وعبر بعض الصحف فقط.. وكان المد التلفازي أو الإنترنت معدوماً..
** اليوم.. يجلس البعض في غرفة نومه أمام التلفاز.. ليقلب ألف محطة تلفازية.. وبجواره الجهاز الآخر.. الكمبيوتر.. يتنقل ما بين موقع وآخر.. وكله سيل معلوماتي في كل المجالات..
** هل هذا شيء إيجابي؟
** وكيف انعكاس هذا على مستقبلنا؟
** كيف سيكون الجيل القادم؟
** ثم.. هل بوسعنا أن نرفض هذه الوسائل وأن نغلق الأبواب والنوافذ ونقول (باب يجيك معه ريح.. سِدَّه واستريح؟).
** هل بوسعنا بالفعل.. أن نغلق الأبواب؟
** ثم لو كان ذلك بوسعنا.. هل هو الإجراء الصحيح السليم؟
** نحن نعلم ونعرف حجم الشر والفساد في هذه الوسائل .. ونعرف أن حجم الخراب والدمار فيها.. وحجم المآسي والمشاكل التي تتركها ولكن.. هل في وسعنا أن نستغني عنها ونرفض التعامل معها ونقول.. إن بوسعنا أن نعيش بدونها؟
** أجزم.. أن كل شخص.. وكل أب.. وكل أم.. وكل مربٍّ.. وكل معلم.. وكل مصلح.. وكل إنسان خيِّر.. يقف كثيراً أمام هذه الوسائل ويفكر كثيراً.. ويطول به التفكير ويتساءل.. ماذا بعد؟
** ماذا ستترك؟
** ماذا سيكون مستقبلنا ومستقبل الأمة؟
** نحن قبل سنوات ليست بعيدة.. نجزع عندما نسمع كلمة غزو فكري.. ويصيبنا خوف وهلع ورجفة..
** واليوم.. صارت بكل أسى ومرارة.. صارت حقيقة أمامنا.. لا لبس فيها.. بل وبشكل أبشع مما كنا نتصور.. وبشكل أسوأ مما قيل لنا.
** كنا نتوقع أن الأمور سهلة.. وأن هذا الغزو محدود وبشكل يسهل السيطرة عليه والتعامل معه.
** ثم سمعنا عن العولمة وقلنا.. لا يستطيعون عولمة أحد.. وها هي العولمة تمشي في طريقها.. وإلا.. كيف نتخيل من إنسان يعب من هذه القنوات وهذه المواقع عبا.. كيف سيصبح شكله؟ أوليس سيتعولم ويصبح فكره جزءا من فكرهم.. إلا من رحم ربك ممن ملك حصانة قوية؟
** الغزو الفكري والعولمة.. لم يعد مجرد خوف أو هاجوس.. أو مجرد وهم أو مجرد بعبع قادم أو شيء مجهول.. بل أصبح أمراً واقعاً..
** عندما قالوا «عولمة» لم نعرف ماذا يريدون.. وصرنا نفسرها كل يوم بتفسير.. حتى عرفناها عملياً.
** وهكذا عندما كانوا يتحدثون عن الغزو الفكري قبل سنوات.. كنا نجهل المسألة.. أو لا نكاد نعرف ماذا يريدون بالضبط.. حتى صار اليوم.. أمراً واقعاً..
** واليوم نقول.. ماذا بعد العولمة؟
** وماذا بعد الغزو الفكري؟
** لقد صرنا نخاف من كل شيء.. بل للأسف.. نصدق كل شيء..!
** غياب مؤقت:
** ليعذرنا قراؤنا الكرام في احتجاب هذه الزاوية خلال إجازة عيد الفطر المبارك.. حيث ستكون هذه الزاوية.. آخر زاوية قبل العيد.. على أن نعود بإذن الله وتوفيقه بعد العيد مباشرة.. ونسأل الله تعالى.. أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. وأن يجعلنا هداة مهتدين.. وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.. والباطل باطلاً.. ويرزقنا اجتنابه.. والله ولي التوفيق.

www.alsumari.com

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved