Saturday 22nd november,2003 11377العدد السبت 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
عبدالله بن بخيت

إذا كانت المسألة هامبورغر في هامبورغر فالأفضل أن أغيِّر مكان أكله لكي يحس أطفالي ولو زوراً بطعم مختلف، نأكله في فندق أو على البحر أو أن نأكله في السيارة إلى أن تفوح رائحته على مراتب السيارة. وهذا أكره شيء بالنسبة لي . كل زفر يهون إلا رائحة الهامبورغر.. إذا لزقت رائحته في السيارة فلا أقل من أسبوع حتى تزول.
أميز رائحة اللحم من رائحة البهارات من أي رائحة أخرى ولكني لا يمكن أن أعرف مم تم تركيب رائحة الهامورغر لأني عجزت أن أقتنع أن الهامبورغر أصله لحم. كنت مستعداً لهذا الاحتمال الوحيد. جهزت كل شيء لنكون في الخُبر أو في جدة، المهم نغير إيقاع الحياة. إذا كنا عاجزين عن تغيير رائحة الهامبورغر، فعلى الأقل نغيِّر مكان تناوله.
وهناك شيء آخر لا يمكن التهاون فيه يدفعنا أيضاً إلى السفر العائلي خارج الرياض وهو الالتفاف العائلي. يعني أقدر أدخل مع عائلتي مدينة الألعاب وأقدر أدخل مع عائلتي مطعم الهامبورغر وأذهب معهم هنا وهناك بدون تلك الحساسية المتورمة.
لأنني أعمل طوال العام، فقد جعلت الاجازات الرسمية ملكاً لأسرتي. تعلمت أنا وعائلتي من التجربة أنه ليس المهم أين نذهب، بل المهم أن نذهب معاً. فالمتعة ليست للأغنياء دون الفقراء. فالعائلة الفقيرة تستطيع أن تستمتع مثلها مثل العائلة الغنية، لأن المتعة لا تنشأ من القدرة على الشراء أو السفر ولكنها تنشأ من تماسك العائلة وإحساس الطفل أنه محاط بأحب الناس إليه في الأماكن العامة. وحتى الكبير عندما يرى أن الناس تتحرك كأسر (الأب والأم والأطفال) يشعر أن العالم بخير لسيادة القيم العائلية، فالأسرة ليست ذكوراً أو إناثا. الأسرة ذكور وإناث معاً. فالله خلق الإنسان على هذه الشاكلة.
بصراحة الرياض جميلة بدون زينات أو ألعاب نارية. يكفي أن تجول في شوارعها لتعرف أنك تعيش في واحدة من أجمل مدن العالم. هذا لا يعرفه سكان الرياض، لأنهم اعتادوا عليه. عندما يأتي ضيف من خارج المملكة يرتاع وخصوصاً إذا جاء من دولة عربية، فمدينة الرياض لا تتفق مع سمعتها أبداً. فكل من يأتي إليها يظن أنه يأتي إلى مدينة عربية كالقاهرة أو بيروت أو دمشق: بواري ودخنة سيارات وفوضى مرورية.. لكنه يفاجأ بأنه يخرج من العالم الثالث ويقف على أبواب العالم الأول. وقد سبق أن قلت إننا لا نعرف كيف نسوّق إمكاناتنا وما زلت أؤكد على هذا. فنحن لدينا امكانات عظيمة ولكننا نتركها حتى أضحى سكان الرياض هدفاً لكل المناطق السياحية في العالم، بل إن كثيراً من المدن والمناطق السعودية بدأت تفكر في اجتذاب سكان الرياض مستغلين قوانين الفصل الأسري الذي تعيشه الرياض دون مدن المملكة الأخرى.
تَعِدُنا أمانة مدينة الرياض ببرامج منوعة وشيقة هذا العيد. وأنا على ثقة أن الإخوة في الأمانة يبذلون كل ما بوسعهم لجعل الاحتفالات في مدينة الرياض تليق بحجمها وعظمتها وما أراد لها سلمان بن عبدالعزيز تليق بكونها أكبر من مجرد مدينة من مدن العالم الثالث. فكما قرأت في الصحف، فهناك برامج متنوعة: مسرحيات واحتفالات إلخ. ولكني لا أعرف إلى أي مدى ستفرض أمانة مدينة الرياض المنطق العائلي. فالأب أو الأم لا يمكن أن يقبلا بالانفصال بعضهم عن البعض: الأب يريد أن يبقى مع أطفاله والأم تريد أن تبقى مع اطفالها. الدعوى كلها ثلاثة أو أربعة أيام. وهي الفرصة الكبرى للِّم شمل العائلة. ليس من المعقول أن أحضر مسرحية وزوجتي لا حق لها في حضورها. ليس من المعقول أن أذب عائلتي في مكان وأن أبقى في مكان آخر.
كل عام وأنتم بخير.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved