ابتداءً استنكار ما حدث لازم من لوازم الوطنية الحقة واستهجانه مقوم من مقومات المشاركة في ادانة هذا العمل الشائن.
وعلى المرء اياً كان موقعه أن يدين هذا الفعل القبيح شيخ قبيلة او مديرا او مدرسا، او عاملا، او طالبا، نساء ورجالا، كل على السواء.
كما هو واجب المؤسسات التربوية والمهنية والدينية ان تدين هذا الفحش في العمل وفي التصور، وفي الممارسة.
وقد جاء تفجير مجمع المحيا ليكشف عوار كل ذلك.. وليبين ان المستهدف جميع ابناء الوطن مواطنين ومقيمين معاهدين ومستأمنين مسلمين وغير مسلمين.
ولم يكن اثر ذلك اننا فقدنا اناسا نكن لهم التقدير والاحترام.. ويبادلوننا المشاعر نفسها فحسب.. وهذا كبير.. ولا اننا خسرنا اقتصاديا او امنيا.. ولا اننا نتبرأ من هذا الجرم القبيح فقط ولكننا ادركنا اننا مقصرون جميعا في الحفاظ على وطننا علماء ودعاة ومفكرين ورجال دعوة وتربية واعلام ورجال مال واقتصاد وسياسيين، ورجال دولة، واننا مهما قدمنا من جهد فان الوطن اغلى واكبر منه. وان هذه السفينة الكبيرة العظيمة التي تحملنا تتطلب منا عملا من كل فرد وان مسؤوليتنا كبيرة ومتواصلة لا ينبغي ان ندعها لحظة واحدة.
ولكن ماذا ينبغي ان ننهض به؟
- إعداد خطط مستديمة تحارب الغلو والتطرف وتحارب الإرهاب وتحارب التواكل.
- تدريب متواصل في كل المؤسسات الاقتصادية والامنية والدعوية والتربوية على محاربة كل ذلك.
- إعداد خطط إعلامية وثقافية وفكرية ناضجة ومتحركة وقابلة للتبديل والتغيير لا ان تكون كما نشاهد ونسمع ونقرأ مجرد قائمة اسماء يستدعون وقت الحاجة ثم ينسون ويطلبون من المستودع متى ما اردنا ذلك؟
- تعزيز الدور الإعلامي والعلمي والبحثي للمراكز الاستراتيجية الخاصة وتشجيعها والترخيص لها في العمل حتى تعد دراسات وبحوثا قادرة على تبيان مواقع الخلل في الوطن ودراسة الظواهر بمنهجية وقدرة قد لا تستطيعها الاجهزة الحكومية وهذا ما هو حاصل اليوم.
- هذه الاحداث تلفت نظرنا كما يقول احد خبراء الإعلام السعوديين الى الدور الفكري لوسائل الاعلام في بعديه الوقائي والبنائي اذ يتمثل البعد الوقائي في تنقية وسائل الإعلام من مظاهر الفساد والافساد مما سبب ردة فعل لدى الغيورين والبعد البنائي وهو تقديم البديل الصحيح ليملأ عقولهم ويترسخ في نفوسهم وهو دور ينبغي ان نوليه حقه من الرعاية والاهتمام.
* مدير تحرير مجلة الحرس الوطني
|