الجرائم في رمضان

في ليلة الأحد الرابع عشر من شهر رمضان المبارك وحوالي الساعة الواحدة والنصف مساء وبينما أشاهد التلفزيون على قناة العربية تارة وعلى القناة السعودية تارة أخرى وهي تعرض مأساة مجمع المحيا السكني بالرياض وأحداثها الدامية وما تصوِّره من هلع الناس وفزعهم بين أنقاض العمارات ودخان الحرائق وعربات الإسعاف ورجال الأمن والمطافئ.
وما أفظع الصور كلما عبرت الشاشة وفيها الجرحى على الأرض أو على النقالات بين يدي المسعفين أو في المستشفيات رجالاً ونساء وأطفالاً تلطِّخ أجسامهم الدماء وهم بين الحياة والموت.
ولله طفل كان على النقالة في وضع سيىء يبكي ويتألم ويدعو أمه بكلمات تخرج بصوت خشن ضعيف متقطِّع ووجه شاحب كما لو كان هو الموت الحقيقي بعينه، ورجال وسيدات مجندلون بعض أوصالهم ممزقة أو مقطوعة تسيل جراحهم دماء ولا تكاد تختفي كسور أضلاعهم أو أطرافهم وهم أقرب إلى الموت منهم للحياة والمستشفيات كلها في حالة استنفار وطوارئ قصوى جدا.
صور فظيعة كنت أشعر في مواجهتها بما لا أدري إن كان هو الألم أو شيئاً أعمق من الألم، فأصرف نظري من شاشة التلفاز تارة وأعيد النظر تارة أخرى والحرقة في جوفي أحس بها من كل قلبي ومن كل معاني القهر والغبن مما أرى وأشاهد فما ذنب.. هؤلاء ولماذا كل هذا الإجرام بهذه البشاعة ومن المقصود ولصالح من يفتعل ذلك؟