من خلال الأحداث المتتابعة للحوادث الإرهابية التي حدثت في الرياض خلال الأيام والأشهر الماضية والتي قتل فيها أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون بيننا ونحن من منحهم هذا الأمان في بيوتهم وأعمالهم وبدعوة من قبلنا، وبدون الخوض في التفاصيل أو سرد للأحداث من تفجيرات وقتل للأبرياء أيا كان جنسهم أو دينهم أو لونهم أو سنهم على مر الأحداث التي تمت خلال هذه السنة فإنني أركز هنا على الجانب الاقتصادي الذي يترتب على هذه الأحداث التي هي بلا شك مضرة لفترة من الوقت فقط وليس أكثر من ذلك.
التأثير الاقتصادي لهذه الأحداث يأتي بجانبين المحلي والخارجي، ونعني بالمحلي من خلال تأثيره على المواطنين ولو كان ذلك نفسياً حيث نجد أنه بعد أي حدث إرهابي تفجيري نجد أن سوق الأسهم السعودي ينخفض نسبياً كمثال ثم يعاود الارتفاع والتصحيح كما كان سابقاً أو أكثر ارتفاعاً وخلال يوم إلى يومين لا أكثر، كذلك تتأثر الأسواق من حيث روادها وهي وقتية أيضاً، وأيضاً المستثمرون المحليون من خلال بناء المجمعات السكنية الخاصة للشركات أو الجهات الحكومية فهي تصبح محل إعادة نظر وتفكير، ونجد أن قيمة الأراضي وهي غالباً السكنية حول المجمعات السكنية تأثرت سعريا بشكل أو بآخر سلباً أي انخفاضاً، من هنا نجد أن هناك حالة إرباك واهتزاز وقتية تتم بعد كل حدث تفجيري، وهذا احد أهداف هؤلاء الإرهابيين وهي زعزعة الوضع الاقتصادي وخلق الخوف والرعب لدى الجميع سواء كانوا جال أعمال أو مستهلكين أومرتادين لهذه الأسواق، ولكن للحقيقة أن أهدافهم لا تتحقق نهائيا، وهذا القول مبني على حقيقة واضحة وواقعة أمامنا وليس من قبيل الترويج أو التغطية، فإننا نجد أن مؤشر السوق السعودي سواء كان الاستثمار بالقطاعات التجارية المختلفة أو في سوق الأسهم السعودي يكون بأفضل حالاته إذ لا نجد مشاريع ألغيت أو تم التراجع عنها، ولا نجد أن سوق الأسهم السعودي انهار وهبطت مؤشراته بل أصبح الكثير من المضاربين والمستثمرين يدرك تماما أنه مع أي انخفاض للسوق يكون مرحلة للدخول في الشراء لإدراكهم بقوة السوق ومتانة الاقتصاد السعودي وأن الأسعار ستعاود الارتفاع وهو ما يتم فعلاً في كل مرة.
وأما ما يخص الاستثمار أو المستثمر الأجنبي فهي ذات تأثير أكبر ولعل أبرز ما تم خلال الأسبوع الماضي توقيع وزير النفط السعودي علي النعيمي وشركات أجنبية أوروبية وأمريكية اتفاقية الغاز التي قدرت بعدة مليارات من الدولارات وهذا يعكس مدى الثقة بالاقتصاد السعودي، لكن ومع هذا الاتفاق يظل هناك أثر سلبي يشعر به الكثير من الشركات بما تركته هذه التفجيرات الإرهابية من أثر على رؤية الدول والمستثمرين في الخارج من تردد وانتظار وخوف وكما يقال «رأس المال جبان» وأضيف عليه أنه «عاقل ورشيد» فتكون لديهم مرحلة انتظار وترقب، وأعتقدان من المهم لدى وسائل الإعلام لدينا وأيضاً هيئة الاستثمارات العامة وكل جهة ذات علاقة أن تضاعف جهودها في الخارج وحتى الداخل لنقل الصورة الحقيقية للوضع الاقتصادي السعودي والحالة العامة أنها أكثر استقراراً وقوة ونمواً وهي على أرضية صلبة وحقيقية.
وأركز هنا أن الأحداث الإرهابية لن تهز الاقتصاد السعودي وأنها مرحلة تمر بها البلاد وتحتاج إلى تضافر الجهود وجهد كل مواطن.
الاقتصاد السعودي يرتكز على قوة وملاءة مالية جيدة وتغيرات كبيرة ويركز على المواطن وتوظيفه وتنميته كما ركزت على ذلك خطة التنمية السابعة وما سيتبعها من خطط سوف تكون في صالح المواطن، هذه الأحداث تأثيراتها وقتية ومحدودة ولكن يجب في نفس الوقت أن تتضافر جهود الجهات الحكومية وغيرها من القطاع الخاص بالرد والتأكيد على ذلك سواء محلياً أو خارجياً وهوما يعتبر التحدي الحقيقي للجميع.
|