* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
نجحت الجهود المصرية المبذولة للتوفيق بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في اشاعة جو من التفاؤل حول امكانية تحقيق هدنة وذلك بعد ان حصل الوفد المصري بقيادة اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ومبعوث الرئيس مبارك في الحصول على تعهدات ومواقف ايجاية من الاطراف الثلاثة المعنية بمسألة التهدئة وتوقيع الهدنة المنتظرة فإلى جانب حصوله على تفاهمات من الفصائل الفلسطينية المختلفه باستعدادها لتوقيع هدنة جديدة إذا اوقف الاسرائيليون سياستهم العدوانية حصل سليمان ايضا على اشارة من الاسرائيلين بانهم معنيون بوقف إطلاق النار لتحقيق التهدئة.
من جانب آخر حصل الوفد المصري برئاسة سليمان من الطرف الثالث وهو الرئيس عرفات على ضوء اخضر لتولي القاهرة إدارة ملف الحوار الفلسطيني الداخلي وكل ما يتعلق به سواء من حيث دعوة الفصائل للحوار في مصر وتوفير الظروف المناسبة لانجاحه او ما يتعلق بالتوفيق بين مختلف الاجندات لكل القوى والفصائل وصولا إلى محددات عامة متفق عليها كركائز مرجعية في إدارة الصراع.
وأشاد عرفات بالجهود المصرية لدفع علمية السلام واعادتها لما كانت عليه في اشارة إلى الجهود التي تبذلها مصر حاليا من اجل التوصل إلى هدنة جديدة تفتح الطريق امام استئناف المفاوضات واحياء علمية السلام على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي المتوقعة منذ أكثر من ثلاث سنوات خاض خلالها الطرفان مواجهات دموية.
تفاؤل بتحقيق الهدنة
وتبدو الظروف المحيطة بجهود الوساطة المصرية جيدة إلى حد التفاؤل بامكانية تحقيق الهدنة وهو ماعبر عنه اللواء عمر سليمان رئيس الوفد المصري الذي يقوده هذه الجهود قائلا ستكون هناك هدنة ان شاء الله وسيكون هناك حوار وتواكب هذه الجهود ضغوط أمريكية للاسراع بعقد لقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلي ارييل شارون والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتهدئة الوضع في الأراضي الفلسطينية خلال عام وقبل الانتخابات الرئاسية الامريكية.
ورغم هذه الضغوط الامريكية للاسراع بعقد هذا الاجتماع والتوصل إلى هدنة فان الجانب الفلسطيني يفضل ان يأتي لقاء ابو علاء وشارون بعد التوصل إلى تفاهم داخلي بين السلطة الفلسطينية والفصائل الداخلية حول اتفاق متبادل لوقف إطلاق النار مع إسرائيل وهو الاتفاق الذي يبدو ان الطرفين الإسرائيلي والفلسطينيي أصبحا في حاجة اليه بالفعل بعد ثلاثة اعوام من عمر الانتفاضة انهكت قوى الجانبين واستنزفت الكثير من الموارد وأزهقت أرواح الكثير من البشر.
ولعل هذا ما ظهر واضحا في الدعم الذي يحصل عليه الوفد المصري من السلطة الفلسطينية والذي وصل إلى درجة تفويضه بإدارة ملف الحوار بين الفصائل وكذلك ظهر في اجتماع اللواء عمر سليمان رئيس الوفد المصري مع رئيس المخابرات الاسرائيلية مائير داغان الذي لفت انتباه سليمان إلى ايقاف إسرائيل عمليات الاغتيال منذ فترة كاشارة إلى ان الاسرائيليين معنيون بوقف إطلاق النار.
من جانب آخر أعلنت الفصائل الفلسطينية للواء عمر سليمان استعدادها لتوقيع هدنه من اجل تجنيب المدنيين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع لقاءات مع اللجنة الوطنية العليا للقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية التي تمثل 13 فصيلا فلسطينيا بينها حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي لتفعيل الحوار والحديث عن هدنة جديدة ووقف إطلاق النار مع إسرائيل هذا بالاضافة للقاءات الوفد المصري مع ممثلي اللجنة وكل فصيل على حدة من اجل تعزيز الحوار واقناع الفصائل بالهدنة الجديدة.
حوار في القاهرة
وتشير مصادر مطلعة إلى ان اللقاءات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بين الوفد المصري والفصائل ستتوج في النهاية بحوار شامل بين الفصائل سيعقد في القاهرة بعد عيد الفطر المبارك للاتفاق على هدنة جديدة ووقف إطلاق النار من الجانبين وتفعيل الحوار الداخلي لبلورة موقف مشترك في هذا الشأن قبل اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي.
وقالت المصادر: إن الفصائل الفلسطينية ابدت استعدادها للتعامل ايجابيا مع اتفاق لوقف إطلاق النار تتوصل اليه السلطة الفلسطينية مع الحكومة الاسرائيلية في حالة التزام إسرائيل بوقف الاغتيالات والتوغلات وهدم المنازل والاعتقالات وغيرها من اشكال العدوان.
يذكر ان اللواء عمر سليمان رئيس الوفد المصري كان قد شارك في الحوار بين السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة والذي أفضى إلى اعلان هدنة مشروطة من جانب واحد يوم 29 يونيو الماضي وانهارت يوم 22 اغسطس الماضي ويقول المراقبون ان نجاح مصر في ابرام الهدنة السابقة يعطي مؤشرات على امكانية عقد هدنة جديدة في حال حصول الفلسطينيين على ضمانات دولية والتزام إسرائيلي بها.
|