حفل هذا العدد من المجلة بعدة مقالات اشتملت موضوعات أدبية وفنية وتاريخية وعلمية، القى في بدايتها معالي عبدالحميد حمودة الضوء على «المراصد الفلكية لدى المسلمين» موضحاً أن العلماء المسلمين انطلقوا في تعاملهم مع علم الفلك على أساس التدبر في عجائب السماء، وحركات الكواكب، وحقائق الكون، وتحديد أوقات الشعائر الدينية، وقد استطاعوا صنع آلات دقيقة ومراصد عظيمة، وتوصلوا إلى نتائج مثلت رصيداً علمياً اعتمدت عليه اوروبا في نهضتها العلمية، وقد كان لجميع المدن الكبرى في الإمبراطورية الإسلامية مراصد تقريباً، وكان اشهرها مراصد بغداد، والقاهرة، وقرطبة وطليطلة وسمرقند.
وفي المجال الثقافي قدم سمير عبدالحميد إبراهيم «ملامح الثقافة العربية الإسلامية في اليابان، مؤكداً صعوبة تحديد السنة التي بدأت فيها اليابان تتعرف الثقافة العربية الإسلامية، مشيراً بشكل تقريبي إلى بدايتها، والطرائق التي تمت بها، ومحاولة الاتصال المباشر بالعالم العربي والإسلامي، وتأسيس المراكز المتخصصة في دراسة الثقافة والحضارة الإسلاميتين في اليابان، وتطرق إلى الاتصال الذي تم على المستوى الرسمي بين اليابان والمملكة العربية السعودية، ودور السعودية واليابان في تشكيل رؤية جديدة للثقافة العربية والإسلامية، وختم الدراسة بذكر النتائج التي تمخضت عنها.
وفي باب قضايا معاصرة تناول حواس محمود موضوع «العالم العربي والمجتمع المدني» شارحاً ماهية المجتمع المدني، ودور المنظمات غير الحكومية في بناء المجتمع المدني، والعلاقة بين المجتمع المدني والدولة، وإعادة بناء المجتمع المدني، وتوصل اخيراً إلى أن المشكلة ليست مشكلة مدنية «مجتمع مدني» ولا سياسية «الدولة» وإنما هي جيو/ سياسية، أي لابد من بناء إستراتيجية المدنية العربية المعاصرة، كنتيجة لجمع الشعوب والأقطار العربية وتفاعلها وتضامنها في المواجهة الحضارية.
وكتب السعيد بنموسى عن «فن التذهيب والنقش والزخرفة في المخطوط المغربي والأندلسي»، وفن التذهيب يعني الكتابة والزخرفة بماء الفضة وماء الذهب على ورق الكاغد والرق والجلد العادي، وتناول الكاتب:التذهيب المصري المختصر، والزخرفة بالترنجة الفارسية، وفن النقش العثماني، والحبر البلدي.
وفي استطلاع العدد تساؤل: «برج بيزا المائل. هل يكف عن الميلان؟» تناول فيه رضا عبدالحكيم رضوان تاريخ برج بيزا الذي بني منذ عام 1173م كبرج لجرس الكاتدرائية القريبة منه، وقد كان البرج مائلاً منذ أن بني، وتطرق إلى الجهود التي بذلت في الماضي، من اجل إصلاحه ولكنها لم تنجح، ويقوم المهندسون حالياً باستخدام تقنية الالفية الثالثة املاً في إنقاذ هذا الصرح التاريخي القديم.
|