يسعد المشاهد ومعه مقدِّم البرنامج وكذلك الشيخ المفتي عندما يعلم ان المتصل من خارج المملكة وليس من داخلها لأن سؤاله لن يتعدَّى طلب الفتوى الشرعية في أي أمر من أمور الدين وهو مستعد للقبول والرضا بما يقوله المفتي أياً كان لأنه لم يسأله إلا لقناعته بصدق وسلامة مستواه.
أمَّا إذا كان المتصل من داخل المملكة فإن اتصاله في الغالب ليس بهدف الاستغناء والسؤال وإنما بهدف طرح قضية ما ومناقشتها وفرض رؤيته الخاصة على الجميع وفق ما يتصوره وبعيداً عما يقوله الشيخ أو يفتي به المفتي.
هذا ما يحدث يومياً في البرامج الفضائية المباشرة التي تستضيف فيها الفضائيات العلماء والمشايخ للإجابة على أسئلة واستفسارات المشاهدين الدينية والاجتماعية.
ولا أعلم حقيقة لماذا المتصل السعودي فقط هو من يجادل ويتشنج ويستميت من أجل فرض رؤيته لموضوع النقاش مهما كان حجم علم وتاريخ واسم شيخه ومحاوره حتى يصل الأمر ببعضهم أحياناً إلى تجريد العالم من علمه وفقهه لأنه لم يوافق على وجهة نظر ذلك المتصل المتشنج!!
فبمجرد اطّلاعه على كُتيِّب أو استماعه إلى شريط تصبح لديه الجرأة لمجادلة العلماء والتشكيك في علمهم ومخالفة فتاواهم ومقارعتهم لأنه وحده على الحق دون سواه وكأنه في نفس الوقت عالم زمانه ومفتي عصره.
|