من السهل أن تنتقد عملاً عملاً فنياً لكن من الصعب أن تقوم به. فالنقد عمل يقدر عليه كل أحد لكن دور المنقود لا يستطيعه أي أحد.
أقول هذا الكلام وفي ذهني بعض من سمُّوا أنفسهم - أو أسماهم الناس معارضة - وأنت تجد في سلوكهم السياسي أو المنهجي ما يجعلك تدعو الله في كل الأوقات أن لا يحكم هؤلاء في قضية صغيرة فضلا عن أن يولوا مصير شعب أو أمة!.
كم هو مضحك أن يأتي من يعارض من أجل الحريات، وهو قد صادر حريات الجميع حتى رفاق الدرب في المعارضة، ولم يبقِ تهمة تخطر على البال إلا وألصقها برفاق الدرب في المعارضة!
كم هو غريب أن يأتي هذا المعارض ويتحدث عن المصداقية وهو نفسه الذي يتهم شقيقه في المعارضة بأنه سرق منه أدوات مكتبية (وبعض الزبائن عفواً الجمهور).
كم هو مخجل أن يأتي المعارض ويتحدث عن القيم وهو قد وقع في السب والقذف والشتم والمتاجرة بقضايا الناس الرجال والنساء.
وكيف سينظر الناس إلى معارض يقول: إن البيانات التي تصدر عن الحكومات ناقصة أو مغلوطة وبياناته طافحة بالكذب المتعمَّد الواضح.
والخلاصة أن أي عاقل ينظر إلى سلوك المعارضة وطريقة من تنتقده هذه المعارضة يعلم كم أن الفرق واسع والبين شاسع بين من يهذي كالنساء وبين من يعمل ويعترف بالخطأ ويعد بالتعديل.
والجميع يعرف أن الخطأ خطأ لا يستطيع أحد أن يقول عنه أنه صواب، لكن السؤال كيف نظرتنا إلى الخطأ ومعرفة حجم الخطأ الطبيعي ومن ثم كيفية التعامل معه.
وفي ذهني وأنا أكتب هذه الأسطر نماذج من بعض من أسمو أنفسهم (معارضة) حقيقة كل من يشاهدهم يجد العجب وما يدعو للاستغراب بل إن منظر هؤلاء يولِّد لدينا الكثير من الأسئلة.
(1) لو حكم هؤلاء بهذه المنهجية التي يسيرون عليها أي بلد من العالم الإسلامي يوماً واحداً بل عدة ساعات ماذا سيكون حال هذا البلد وماذا سيحل به؟
(2) مطالب غير معقولة ولا منطقية ومتاجرة بدماء الأموات ومشاعر الأيتام ودموع الأرامل هل هذه معارضة أم تجارة؟
(3) هل يعقل أن يكون عدد أفراد هذه المعارضة أربعة أشخاص ولهم أربع جمعيات، فكل معارض له برنامج كامل كما يزعم وله وله وإذا تبينت الأمر تجد أن لديه مكتبا (أو مكيتب) وخط فاكس، ويعتمد على قانون في البلد الذي لجأ إليه؟
(4) سؤال محيِّر جداً هل نجد له إجابة مقنعة كيف يكون هذا المعارض إسلاميا كما يصف نفسه ويعارض بلداً إسلاميا ثم يقيم في بلد غير إسلامي، وكيف هذا البلد غير الإسلامي يرضى بهذا المعارض ويحتضنه!! هل الأمور طبيعية ومقبولة؟!
(5) وهل يقبل المعارض النزيه (إن كان نزيها!!) أن يعارض بلده، ويتلقى الدعم من بلد آخر قد تكون الأمور في البلد الداعم أسوأ من بلده؟!
(6) هل يصدق العقل أن يخرج المعارض من بلده لا يملك قيمة التذكرة، ثم ما إن يحط رحاله في ذاك البلد يأتيه مال قارون بين عشية وضحاها؟!
(7) ومما يدمي القلب بل يزيدنا قناعة بأن الكثير من هؤلاء قد تجاوزوا حدود الدين والسلوك السوي بفرحهم بما يحصل في بلدانهم من أحداث مؤسفة سواء كانت في المجال الأمني أو غيره!! أليس في ذلك متاجرة بأرواح الأبرياء؟
وعلى العموم ليس معنى ذم المعارضة إلغاءها في كل مكان وكل زمان بل كل ما تقدم هو أسئلة لمعارضة تفرح بالخطأ من الدولة، وتحزن إذا عدَّلت الدولة مسارها، بل إن أكثر كلمة تزعج هذه المعارضة إذا سمعت كلمة الإصلاح في بلدانها لأنه مع مسيرة الاصلاح تحترق هذه المعارضة وأوراقها!!
للتواصل فاكس: 2092858
|