بقلم: المحرر الرياضي:
غمرتني الفرحة بحصول أخي والحكم الدولي الأستاذ عبدالرحمن الموزان على شارة الفيفا في تحكيم كرة القدم.. وكانت سعادتي كرياضي وكمواطن في قمتها عندما ترامى إلى سمعي الخبر قبل ان يتسلم الرجل هذه الشارة التي لا يتم الحصول عليها إلا وفق شروط، من الصعوبة بمكان ان تتوفر بعدد كبير من حكام الكرة في العالم، ومع هذا توفرت بالأستاذ الموزان كواحد من القلة الذين نالوها او هم في طريق الحصول عليها.
كان مشهدا رائعا وسارا عندما أخذ الموزان طريقه إلى المنصة بخطواته الجريئة ليمد يده إلى الرجل الذي مهد الطريق لمسيرة الموزان نحو هذا الهدف الخير.. ليمد يده إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام لرعاية الشباب لاستلام الشارة ومعها خطاب التقدير الذي كتبه الأمير باسمه واسم رعاية الشباب وكل الرياضيين كتهنئة بهذا الحدث الكبير.
نعم كان مشهدا رائعا وقد دق الجرس معلنا تسجيل ثاني حكم من بلادنا يحمل شهادة الفيفا بالاتحاد الدولي..
وكان توقيتا سليما ان تقدم رعاية الشباب هذه المفخرة إلى صاحبها في مباراة احتشد لمشاهدتها جمهور كبير من عشاق الرياضة في بلادنا.. بل وكان منتهى التقدير ان يأتي تصفيق الجماهير للموزان كاعتراف منها بقيمة الرجل ووزنه في مجال التحكيم برغم سوء الموقف الذي واجهه في المباراة نتيجة الاعتراضات بسبب سوء فهم اللاعبين لقانون اللعبة في تلك المباراة.
** وكان أن تفجر اثر ذلك الحماس في كل الحكام واستطاعوا ان يتطوروا في ثقافتهم وشخصياتهم ومستوى تحكيمهم.. الأمر الذي تحقق بسببه صعودهم من مستوى الحكام المتدرجين إلى مستوى الحكام الدوليين..
وأثق أن الجميع يدرك ان الدور الكبير فيما حدث ويحدث الآن إنما هو من صنع خالد الفيصل.
والمناسبة تستدعيني أن أقف مشيرا إلى رجل كان يستظل به الحكام في بدء حياتهم تساؤلا منه عن نقاط غامضة بالقانون واستفسارا من خبرته عن المواقف التي كانت تواجههم في المباريات.. ذلك هو الأستاذ رشيد دشان الذي تولى وأشرف على تنظيم أول دورة لحكام كرة القدم تقام في بلادنا..
ووضع نفسه لهم كأخلص ما يكون الصديق لصديقه والأخ لأخيه. وأنا أعترف بدور هؤلاء لست أنسى أن الموزان ونحن نتحدث عنه قد حقق ما حقق بطموحه وكفاءته وإخلاصه..
إذ لو لم يكن على هذا المستوى من القدرة والنزاهة لما أعطته رعاية الشباب فرص البروز والتفوق.. وليس عيبا أن يكون عبدالرحمن الموزان بالأمس لاعبا باليمامة واليوم صديقا وفيا ومخلصا لناديه طالما يعامله كحكم معاملته للنصر والهلال والشباب.. وطالما لا يترك وجوده مع اليماميين اثرا على إدارته للمباريات ونظرته للأندية.. على أنه ينبغي أن ندرك أن علاقة الموزان مع كل الأندية طيبة ومتسمة بطابع الأخوة والصداقة، وهذا ما جعله موضع تقديرها واحترامها.
واذا كنا نحتفل بحصول الموزان على شارة الفيفا اليوم فإننا نهيئ أنفسنا الآن لاحتفالات قادمة بحصول حكام في مستواه أمثال عبدالرحمن الدهام وأحمد مرزوق وغازي كيال وغيرهم على الشارة التي حصل عليها الموزان لأن هؤلاء وغيرهم كثير يشاركون الموزان في الكفاءة والنزاهة والقدرة في تحكيم المباريات ولأنهم يعاملون الأندية عندما يكلفون بتحكيم مباريات لها معاملة متساوية ولا ينقصهم عن الموزان والكعكي إلا قلة المباريات الدولية التي تسنى لهم تحكيمها ولكن وجود خالد الفيصل في رعاية الشباب سيكون مشجعا لتوفير فرص تحكيم المباريات الدولية لهم.
إن سعادتي عظيمة وفرحتي كبيرة على ما حققه الموزان ولا غرابة في ذلّك فكل المواطنين يخالجهم نفس الشعور.
|