في مثل هذا اليوم من عام 1694 ولد الكاتب والمفكر الفرنسي الشهير فرانسوا فولتير في باريس، ويعتبر فولتير من أعلام الفكر الفرنسي والثقافة الأوروبية على حد سواء حيث ساعده على ذلك ذكاؤه الحاد وسرعة بديهته، تلقى فولتير تعليمه الأولي في المدارس الدينية بفرنسا حتى ترك الدراسة وهو في سن السادسة عشرة. بعد ذلك ذاع صيته في الأوساط الاجتماعية الراقية الفرنسية وذلك بسبب نظمه للقصائد خفيفة الظل والساخرة، ولأن حضور الفكر والبديهة سلاح ذو حدين فقد أوقعت به بديهته وطلاقة لسانه في مشكلات كثيرة مع الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت مما أسفر عن إيداعه سجن الباستيل في عام 1717، وفي فترة السجن كتب فولتير مسرحية «أوديب» التي كانت فاتحة خير عليه حيث علا اسمه في الأوساط الأدبية بشكل غير مسبوق بالنسبة له.
في عام 1726 وعقب خلاف بينه وبين أحد النبلاء خير فولتير بين أن يدخل السجن مرة أخرى أو أن ينفى إلى خارج فرنسا، على إثر ذلك غادر فولتير فرنسا متوجهاً إلى إنجلترا حيث قضى فترة ما بين عام 1726 و 1729. أعجب فولتير في هذه الفترة بفلسفة المفكر جون لوك وأفكاره، كما أعجب بأفكار إسحاق نيوتن في مجالي الرياضيات والعلوم.
وعلى العموم فإن معرفته بالملكية البريطانية وقوانينها قد زاده إعجاباً بالسياسة الإنجليزية، كما أنه كان معجباً بالحياة الفكرية هناك واتجاهاتها العقلانية.
وعندما عاد فولتير إلى فرنسا قام بتأليف كتاب يمدح فيه العادات والتقاليد الإنجليزية التي رآها هناك، من قبيل الإعجاب فحسب، إلا أن الحكومة الفرنسية اعتبرت ذلك نقداً لسياستها الداخلية فأمرت بطرده مرة أخرى. لم يغادر فولتير فرنسا هذه المرة بل توجه إلى غرب فرنسا واستقر عند أحد أصدقائه، واستمر في دراسته حتى عيّن في الأكاديمية الفرنسية.
بعد ذلك ابتاع فولتير منزلاً كبيراً في فرنسا واستقر به حتى توفي، حيث اعتبر هذاالمنزل أحد المعالم الفكرية في أوروبا كلها في ذلك الوقت.
كان أكثر ما يميز أسلوب فولتير في الكتابة هي لهجته الساخرة بالإضافة إلى بساطةالمفردات المستخدمة والتي يمكن أن تحتمل معاني كثيرة، وبقدر ما كانت كتاباته الساخرة مضحكة وكوميدية كان لها أثرها اللاذع والقوي على القراء. وعامة كان الاختصار والوضوح في نفس الوقت هما الميزتان الأكثر تواجداً على صفحات كتب فولتير.كان كتاب فولتير «قاموس الفلسفة» أحد أشهر الكتب الفلسفية التي تعبر عن آرائه وأفكاره.
|