في مثل هذا اليوم من عام 1953 نشر المتحف البريطاني تقريراً مفاده أن اكتشاف الإنسان الأول أو ما يسمى ب Piltdown Man ما هو إلا خدعة علمية كبيرة.
وكان المستكشف والباحث تشارلز دوسون قد أعلن عن اكتشافه لإحدى أقدم جمجمتين في تاريخ البشرية في منطقة Piltdown بإنجلترا، والتي يرجح أنها تخص الإنسان الأول البدائي الذي عاش في هذه المنطقة منذ زمن بعيد، وحسب دراسات الباحث واستنتاجاته أن هذه الجمجمة تمثل الحلقة المفقودة التي تفسر الدراسات الخاطئة التي اعتمد عليها الغرب لزمن طويل وهي دراسات داروين في تحليل أصل الإنسان.
ومع مرور الوقت وانتشار الأبحاث والدراسات حول هذه النقطة وبفضل الاكتشافات الجديدة رأى الباحثون أن حقيقة الإنسان الأول هذه لم تعد تتمتع بالمصداقية العلمية، وما دفع الباحثين الجدد إلى هذا الاستنتاج هو أن المواصفات التي كانت عليها الجمجمة المكتشفة لم تمكنه من أن يندرج تحت شجرة العائلة الإنسانية ولم تتطابق مع مواصفاتها، واستمر الجدل والنقاش حول صحة هذا الاكتشاف للجمجمة إلى أن جاء عام 1953 ليحسم القضية ويعلن عن أن هذا الاكتشاف ما هو إلا خدعة علمية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البحث العلمي.
ولعل العثور على الجمجمة الثانية زاد من شك الباحثين في الاكتشاف برمته، ذلك أن المحللين لعظام الفك في الجمجمة بناءً على مشاهدة الجمجمة الأخرى قد توصلوا إلى أن هذه العظام قد تكون لحيوانين مختلفين تصادف وجودهما في نفس المكان.
|