في مثل هذا اليوم من عام 1945 شهد العالم اليوم الثاني لبدء أعمال محكمة جرائم الحرب في مدينة نورمبرج بألمانيا حيث استمعت المحكمة إلى شهادة الإثبات ضد اثنين وعشرين من مجرمي الحرب التابعين للحزب النازي الألماني.
وتشكلت المحكمة من هيئة دولية ضمت فريقاً من القضاة العسكريين من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الاتحاد السوفييتي، وكانت التهم الموجهة للمتهمين تضم قائمة من الجرائم منها التآمر على افتعال جرائم ضد السلام الدولي وذلك بإشعال والتخطيط والتنفيذ لأشد الحروب ضراوة، كما ضمت قائمة التهم اختراق هؤلاء المتهمين لقوانين وعادات الحرب المتعارف عليها، والأهم من ذلك هو ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية من قتل وتعذيب واستعباد الشعوب المستضعفة، والتفرقة بين الشعوب على أساس العنصر والجنس.
وكان الدفاع الذي قدمه المتهمون إزاء هذه التهم هو أنهم كانوا مجرد ضباط في جيش هتلر وأنهم كانوا يتبعون الأوامر فحسب، ومن ضمن الأوراق الرابحة التي استخدمها الادعاء في هذه القضية رأس لأحد الأفراد كان يعيش بأحد المعسكرات المعرضة للعدوان، وكان هذا الرأس قد بدأت في التحلل ولكن آثار التعذيب كانت واضحة عليها، كما كانت هناك بعض قطع من الجلد البشري والتي تتضح عليها آثار الحروق.
بعد ذلك صدر الحكم بالإعدام على كل المتهمين بهذه الجرائم فمنهم من انتحر بإطلاق النار على نفسه بدلاً من تجرع السم، وهي طريقة تنفيذ أحكام الإعدام آنذاك، ومنهم من طلب أن ينفذ به الإعدام العسكري، أي بإطلاق النار عليه ولم يلب طلبه، وهكذا قتل كل المتهمين الذين أدينوا بالجرائم التي وجهت إليهم.
|