* س: - أجد في نفسي أن لي تأثيراً على من حولي من حيث الناحية النفسية فكيف تفسرون هذا..؟
ولا أخفيك شيئاً فأنا أخشى على وضعي أنني ممسوس..،
عبدالله. م. ل.. جدة
* ج: - يقول الشيخ علي بن علي بن عبدالعز في شرحه (للطحاوية) ص 442 وما بعدها بتحقق الشيخ أحمد بن محمد شاكر:
*ر50ر*} وكذلك قال نوح عليه السلام، فهذا أول أولى العزم وأول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وهذا خاتم الرسل وخاتم أولي العزم وكلاهما تبرأ من ذلك، وهذا لأنهم يطالبونهم تارة بعلم الغيب كقوله سبحانه: {يّسًأّلٍونّكّ عّنٌ پسَّاعّةٌ} وتارة بالتأثير كقوله تعالى:{وّقّالٍوا لّن نٍَؤًمٌنّ لّكّ حّتَّى" تّفًجٍرّ لّنّا مٌنّ الأّرًضٌ يّنًبٍوعْا **ر90ر*} الآيات.
وتارة يعيبون عليهم الحاجة البشرية كقوله تعالى: {وّقّالٍوا مّا لٌهّذّا الرَّسٍولٌ يّأًكٍلٍ الطَّعّامّ وّيّمًشٌي فٌي الأّسًوّاقٌ} الآية،
فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يملك ذلك. وإنما ينال من تلك الثلاث بقدر ما يعطيه الله تعالى،
فيعلم ما علمه الله إياه، ويستغني عما أغناه عنه، ويقدر على ما قدره عليه من الأمور المخالفة للعادة المطردة، فجميع المعجزات والكرامات ما تخرج عن هذه الأنواع.
ثم (الخارق): إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها ديناً، وشرعاً إما واجب أو مستحب، وإن حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التي تقتضي شكراً، وإن كان على وجه يتضمن ما هو منهي عنه نهي تحريم أو نهي تنزيه كان سبباً للعذاب، أو البغض كالذي أوتي الآيات فانسلخ منها (بلعام بن باعورا) لاجتهاد أو تقليد، أو نقص عقل أو علم، أو غلبة حال، أو عجز أو ضرورة، فالخارج ثلاثة أنواع محمود في الدين/ ومذموم/ ومباح.
فإن كان المباح فيه منفعة كان نعمة، وإلا فهو كسائر المباحات التي لا منفعة فيها، قال أبو علي الجوزجاني: كن طالباً للاستقامة لا طالباً لكرامة، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة.
قال الشيخ السهروري في عوارفه: ولهذا ظل كثير في الباب، فإن كثيراً من المجتهدين المعتدين سمعوا السلف الصالحين المتقدمين، وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات) ثم قال: (ولا ريب أن للقلب من التأثير أعظم مما للأبدان، لكن إن كانت صالحة كان تأثيرها صالحاً وإن كانت فاسدة كان تأثيرها فاسداً).
ثم قال (وأما ما يبتلي الله به عبده من السر يخرق العادة أو بغيرها أو بالعز فليس ذلك لأجل كرامة العبد على ربه ولا هوانه عليه، بل قد سعد بها قوم إذا أطاعوه وشقي بها قوم إذا عصوه) إلخ
ما جاء هناك، وهو كلام علمي جيد لا يستغنى عنه.
وما تجده في نفسك مما تذكر عن نفسك أن لك تأثيراً على من حولك لم تبين لي نوع هذا التأثير؟
وكيف يكون؟ ومتى؟
وما نوعية من حولك من الناس؟
لكنني أحيل ما تسأل عنه إلى حالات منها:
1- وسواس ظني يخيل إليك هذا.
2 شفافية في الشعور النظري.
3- حساسية مفرطة نحو قراءة الأفكار.
4- تقمص قسري ترى ما ليس واقعاً.
وكل هذه الحالات الأربع تعود إلى رهافة الحس مع سعة قراءة مع شك دائم.
فلست أظن الحال كما تقول لست أظن ذلك.
ويمكنك زيارتي زيارة خاصة لإجراء اختبارات لك تتبين من خلالها حقيقة ونوعية ما تظنه والخيار بيدك،
لكن المهم أنك لا تنقاد إلى هذا ولا تبني عليه قبل السير على أرض صلبة تبين لك حقيقة ما تظنه.
|