* س: - رجل بينه وبين آخر نفرة وتباعد، ومع الأيام تقدم أحدهما في وظيفته والآخر لم يزل في مكانه. عمد الأول إلى إيذاء الثاني بشتى طرق الإيذاء لكن دون ظهور له حتى إذا مرت الأيام تبين للأول أنه خاسر مع ما كسبه من/ جاه/ ومال.
لا تسأني كيف خسر..؟ هو خسر فقط.
فماذا ترى يكون كفارة حتى يستطيع الأول العيش بأمان من: أخذ الله..؟
س. م.م.م.. الكويت
* ج: - كلا لن أسأل ولا يكون لي ذلك ما دمت قد أبيت إلا ترك السؤال فلك فهذا ولي ذاك على كل حال، وقبل الإجابة أبين لك حقائق لعلها تفيدك وهي حقائق من صميم واقع الحياة إذا وعى الإنسان الحياة من منطلق غنى في نفسه وهو نظرة الحياة من زاوية العبرة والتواضع والعمق وتجنب الظلم، ونظره الحياة من زاوية العدل والرحمة وصدق فقه الواقع لكن بشرط الخروج من دائرة الإنغلاق،
فليس بالجاه تكون الحياة
وليس بالمال تكون الحياة
وليس بالدهاء تكون الحياة
وليس بالجبروت تكون الحياة
وليس بالأذى تكون الحياة،
وليس بالولد والصحة تكون كذلك، وليس بسعة السمعة تكون كذلك.
وليس بالمتعة والأمن تكون كذلك.
إنما تكون بالعدل بقسطاسٍ مرهف مستقيم رحيم نزيه كريم.
فكم جاهٍ ومالٍ إلخ تمنى صاحبهما لو لم يحصلا ويحصل على رضا الله بما يراه بين يديه من صفاء الحياة من خلال (حلال المال) و(صدق الجاه) و(صفاء وإخلاص النية) والعدل والرحمة.
دع عنك من يكابر فيظن أنه كذلك بسبب تصور أو تصورات نفسية خاطئة أعماه عن ذلك ذاتية الجاه والمال وحب التفرد بصورة ما، وما أدراك ما الصور وما أذكره لك هُنا لا جرم يحتاج إلى عقل حر ونظرة حرة ونفس تواقة للعدل أبية نزيهة،
ويحتاج إلى: فقه للحياة جيد التصور عالي النظر حديد العمق.
وليس بهذا كذلك يكون المراد،
وليس بهذا كذلك يكون الرضاء،
وليس بهذا كذلك يكون الفوز،
وليس بهذا كذلك يكون طعم الحياة،
وليس بهذا كذلك يكون الوئام،
كلا، لكنه يكون إذ يكون بصفاء نية للَّه تعالى وعدل تام من حر لا يقطع طريقه قاطع ولا يصده صاد أو يرده راد.
بعدل من حر شهم كبير كريم
صادق بين خوف من الله ورجاء،
هنا تكون وهناك تكون الحياة
وأنت يا أخ/ س. م.م.م./بين ثلاث حالات:
1- سألت سؤال صدق وعدل وورع،
2- أو من باب التسلية،
3- أو من باب مراضاة نفسك ولعبك عليها بهوى وعصبية وشيء من حسد وحقد دفين.
ذلك أن أسلوبك الذي بين يدي حسب دراستي له نفسياً يُنبئ عن: حدة ذكاء وطموح لا حد له أبداً ومركزية مع شيء من إنزواء قليل،
ومثلك يصعب جداً عليه الاستصغار أمام الاعتراف بذنب ما حتى ولو كان قتل نملة لعزة نفسية عميقة في أغوار داخلك، ولأن مثل هذ يشعرك بتضاءل:
نفسك أمام نفسك،
وسواء كنت صاحب السؤال وتتكلم بلسان الغائب أو لم تكن صاحبه، فهذا هو الجواب ففتش إذاً عن حياة وحالات تضمن لك أمام الله الحياة كما نشدتها في السؤال أو كما نشدتها في مراد السؤال فمثلك يحتاج إلى/ عزمة حازمة ورعة نقيه تقية/ تجاه ذلك: الرجل الذي أوديت به وتتفرج عليه الآن وقد تسخر منه أو تترحم عليه وترثي لحاله،
نعم هو ذاك هو ذاك، ليس من كفارة أراها لك إلا بعد صفاء نية منك ومكاشفة لنفسك وورع وتقوى وحمل الحمل الثقيل تجاه ذلك: الرجل،
فلا تباشر الكفارة، ولا تكفر عما فعلت إلا بعد مران شديد مع نفسك بصفاء نية وورع وعدل ونزاهة ثم تكون الكفارة بعد ذلك فكم وكم ذهب ما ذهب من عز وجاه ومال وقوة بسبب تضرع مضيوم فزع مضطر لا حيلة له إلا: / يا الله يا الله يا الله/ فهل أدركت هذا
لا تكفر عما فعلت إلا بعد قوة حازمة ناجرة أبية أمام نفسك تجاهها في جميع سبلها ومخارجها ومداخلها، لئلا تفشل بتأويل أو ظن أو سوء يأتيك فيصدك ويرديك أجزم ثم أجزم وأحزم أمرك فهل وعيت؟ أظن ذلك،
(وسؤالك الآخر) الذي لم تُحب الإشارة إليه.. أرى لك إعادة الزوجة إلى عصمتك، وكما فعلت مع الاثنين اجعلها مثلهما سواء بسواء ولا يلزمك المواقعة فأم الأولاد لا تطلق وأم الأولاد لا تُفارق ولا بد هُنا من الصبر والتحمل.
|