خلال يومين بدا أن إسرائيل تتلقى الضربة تلو الأخرى، وبدلاً من مواجهة الأمور بكياسة فإنها بدت كعادتها متحدية وحمقاء تنفث سموم الغضب في كل صوب.
فقد جاء قرار مجلس الأمن الدولي بتفعيل وإقرار خطة خريطة الطريق بمثابة ضربة قوية لإسرائيل، وهي التي حاولت دون جدوى طوال اسابيع إقناع روسيا بعدم تقديم هذا القرار إلى مجلس الأمن وكان الموضوع ضمن أولويات زيارة شارون الأخيرة إلى موسكو.
وصدر هذا القرار بإجماع مجلس الأمن الدولي بما في ذلك تصويت الولايات المتحدة مع مشروع القرار رغم إدراك واشنطن للمعارضة الإسرائيلية له لكنها لا تستطيع ابتلاع وتمرير كل موبقات إسرائيل.
وخلال زيارته للندن نَدّد الرئيس الأمريكي بالجدار الذي تبنيه إسرائيل في أراضي الضفة ويقتطع مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية، وردت إسرائيل على ذلك بالقول أن لا أحد يستطيع الحؤول بينها وبين ما تقول إنه حقها في حماية أمنها، مشيرة بذلك إلى أهمية الجدار في هذا الأمن.
وقبل ذلك كانت إسرائيل هدفاً لانتقادات أوروبية واسعة خير مثال لها ذلك الاستفتاء الشهير الذي أبرز أن معظم الأوروبيين يعتقدون أن إسرائيل هي أكبر مهدد للسلام في العالم، ويومها استشاطت إسرائيل غضباً وقالت بحماقة واضحة ان هناك من بين موظفي الاتحاد الأوروبي الذين أشرفوا على الاستفتاء مَن عمل على أن تأتي النتيجة بهذه الطريقة التي فجعت إسرائيل.
وفي كل الأحوال فإن إسرائيل لا تفتأ تبني جداراً متعاظماً من المعارضة لها بسبب اعتداءاتها اليومية على أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير مساكنهم وتجريف مزارعهم والتضييق عليهم وعلى تنقلاتهم، غير أن الجدار العازل اجتذب المزيد من المعارضة الدولية.
ردود إسرائيل الغاضبة تنمُّ عن جبروت القوة وعدم الاعتراف بما ترتكبه من أخطاء وجرائم فادحة في حق الفلسطينيين والعرب بل في حق كل العالم، إذ إنها تختطُّ بهذه السياسات الرعناء سوابق في التعامل الدولي خصوصاً وأن كل جرائمها لا تجد العقاب بما يحوِّل هذه الجرائم إلى سلوك مقبول.
والمشكلة أنه رغم كل هذه الإدانة للمواقف الإسرائيلية والرفض لها فإنه لا وجود لأفعال على الأرض تحوِّل تلك المواقف إلى سياسات ملموسة تنصف الفلسطينيين وتعيد إليهم حقوقهم.
|