Friday 21st november,2003 11376العدد الجمعة 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اقطعوا دابر الإرهابيين وخفافيش الفضائيات اقطعوا دابر الإرهابيين وخفافيش الفضائيات
حربي المبروك(*)

كانت مفاجأة مذهلة غاصة، ما حدث ليلة السبت 8/11/2003م، في مجمع المحيا السكني بالرياض من تفجيرات وإزهاق للأرواح البريئة من قبل عصابات خسيسة للاعتداء على هذه الأرض الطاهرة. إن توالي الأحداث في مسلسل متابعة وتعطيل شراذم المجرمين المنتشرين في خلايا وخبايا التمويه المندسة في المجتمع - الذين لم تردعهم حرمات زمانية ولا مكانية - تحت أشكال وصبغات مختلفة متلونة تضفي عليهم طابع المسالمة وطيبة هذا المجتمع.
ومع يقظة رجال الأمن والاستعدادات التي سخرتها الدولة حفظها الله لمواجهة هذه الطغمة الفاسدة، التي تعيش بين ظهرانينا، من عصابات أعماهم الجرم، وزرع في قلوبهم الحقد الأسود وأصبحوا لا يفرقون بين الأهل والصديق والعدو، وانعدمت عندهم الرؤية وفقدوا تمييز الألوان، فأصبح اللون الأحمر هو اللون الروحي الوحيد المحبب لديهم، وأصبحت دماء البشر أياً كانت عقائدهم حلالاً في شريعتهم المقيتة.
يدّعون الإسلام، والإسلام بريء من انتماءاتهم وأفعالهم الإجرامية، إنهم يحاولون أن يشوهوا صورة الإسلام بأعمال إرهابية تمقتها جميع الشرائع السماوية، بكل أشكالها وأفعالها، إنهم فئة ضالة لا تمت للإسلام بصلة. إن من يتابع ويرى كميات المواد المتفجرة المعدة للتصنيع والاستعمال، وكميات الأسلحة التي ما فتئت وسائل الإعلام تنشرها بعد كل عملية وأخرى، بالتزامن مع الكشف عن المجرمين، ليعجز العقل عن تصور مدى الدمار الذي سيلحق بهذه البلاد في حال استعمالها لا قدر الله، في اعتقادي أن ما استعمل حتى الآن من هذه المواد لا يعدو نقطة في بحر، وان رجال الأمن أعانهم الله يسهرون الليل ويعملون النهار، لمطاردة هذه الفلول الغاوية ويعرضون أنفسهم للمخاطر والموت، سعيا لأمن هذا الوطن الغالي والمواطن.
وقد زهقت أرواح العديد منهم ويتمت عوائلهم ونحن لا نستطيع إلا أن ندعو للأحياء، ومن هم على رأس العمل، بالعون والقوة وأن يمدهم الله بالصبر، وأن ندعو للمصابين منهم بالشفاء العاجل ومواصلة المسيرة في القضاء على هذه العصابات، وللشهداء بالجنة، ولكن لنعد إلى هذه الفئات الإجرامية، التي أصبحت مرضاً خبيثاً في أجسادنا، وقد بدأ ينتشر بمباركة عناصر من خارج الحدود، وربما من الداخل، وكذلك من فضائيات إعلامية معروفة بتعاطفها مع كل ما هو ضد رموز وأمن ومعتقدات هذه البلاد، قد منحتهم مساحات واسعة يدلون فيها بآرائهم وتوجهاتهم الباطلة تحت مظلة الدين والإصلاح، وينظّرون في كيفية التعامل مع مجرمين حقيقيين حاقدين، انغرس الإجرام المنظم في نفوسهم نتيجة أفكار منحرفة، لا نعرف دوافع هؤلاء الذين يسعون إلى البروز التلفزيوني، من خلال الصورة والصوت، حينما يلتمسون العذر لمن يسمونهم «الشبيبة - المجاهدون - الاخوان» ويدعون إلى مداهنتهم واحتوائهم وإعطائهم الأمن على أنفسهم وأرواحهم، ونسوا.. ماذا فعلوا حينما أزهقوا أرواح الآمنين، ودمروا الممتلكات؟ وماذا يعدون للمستقبل؟ ماذا لو أن عوائل ونساء وأطفال «هؤلاء المشخصين، أمام عدسات التلفزيون والذين ينظّرون في الدين والسياسة والأمن» قد تقطعت أجسادهم وزهقت أرواحهم ودمرت ممتلكاتهم وتيتم أقرباؤهم بفعل هذه العصابات المنظمة والأشخاص الفارين من وجه العدالة؟! كان أولى بهؤلاء الذين يعتقدون بأنهم مختارون ومنتدبون من قبل هذا الشعب، والجالسون أمام المذيع المتبجح المستهزئ برموزنا الوطنية والدينية، أن يقفوا في وجهه الحاقد، وذلك من باب الولاء للوطن الذي لا يجوز لأي كان المساس بسمعته، حتى ولو أعطى لهم الظهور التلفزيوني كعربون مساومة. كان أولى بهم أن يذكروا قول الله تعالى: {إنَّمّا جّزّاءٍ الذٌينّ يٍحّارٌبٍونّ اللَّهّ ورّسٍولّهٍ ويّسًعّوًنّ فٌي الأّّرًضٌ فّسّادْا أّن يٍقّتَّلٍوا أّوً يٍصّلَّبٍوا أّوً تٍقّطَّعّ أّيًدٌيهٌمً وأّرًجٍلٍهٍم مٌَنً خٌلافُ أّوً يٍنفّوًا مٌنّ الأّرًضٌ ذّلٌكّ لّهٍمً خٌزًيِ فٌي الدٍَنًيّا ولّهٍمً فٌي الآخٌرّةٌ عّذّابِ عّظٌيمِ} وقوله تعالى: {وقّاتٌلٍوهٍمً حّتَّى" لا تّكٍونّ فٌتًنّةِ} وقول رب العزة والجلال: {ولّكٍمً فٌي القٌصّاصٌ حّيّاةِ يّا أٍوًلٌي الأّّلًبّابٌ}. نعم، إن القضاء على من ثبت عليهم ارتكاب الجريمة في حق هذا الوطن هو الحل الأمثل، إن العصابات الإرهابية على أرضنا هم مدفوعون لتدمير بلدنا، فيجب فيهم القصاص. إن صوت العقل ونداء ضمير كل مواطن يصرخ ويدعو إلى استئصال شأفة هؤلاء المجرمين الإرهابيين ومن يدعمهم بالقول والعمل يجب ألا تأخذنا فيهم لومة لائم، إن القصاص العاجل هو الحل الأمثل، إن الله سبحانه وتعالى حينما شرع هذه العقوبة شرعها للردع، وهي حق لهذه الأمة لتعيش بأمان في ظل شرع الله.

(*) الرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved