* العلا - خاص ب «الجزيرة»:
أهاب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة الشيخ أحمد بن محمد عبدالكريم بالقائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف أنحاء المملكة ربط معلمي حلق تحفيظ القرآن الكريم بمعلمين أكفياء سبق لهم المشاركة في الحلقات وذلك لتبادل الخبرات فيما بينهم بهدف تطوير الحلق ورفع مستواها، كما ينبغي تشجيع المعلمين وشكرهم والدعاء لهم، وربط المعلم بأمر مهم ألا وهو الإخلاص لله، وانتظار الأجر منه سبحانه وتعالى، وكذا الوقوف إلى جانبه في جميع الظروف.
ودعا فضيلته في - حديثه ل «الجزيرة» القائمين على الجمعيات والمسؤولين عنها والمشرفين عليها إلى أهمية قيامهم بالاستماع إلى شكوى المعلمين من الواقع الذي يعيشون فيه، ومحاولة توجيههم التوجيه المناسب، وعمل الدورات التثقيفية للمعلمين سواء من الناحية الإدارية أو التربوية، وتشجيع المعلمين الذين سبق لهم المشاركة في الحلقات بالرجوع إليها ولو على سبيل الإشراف على حلقات الحي الذي يعيش فيه، مع محاولة الاستفادة من خبرات الحلقات الأخرى في داخل المنطقة وخارجها، مؤكداً أنه يجب على الجهات المسؤولة عن الجمعيات إقناع المعلم وإفهامه أن الوقوع في الخطأ ليس عيباً ولكن العيب الاستمرار فيه، مع ضرورة أن يسعى المعلم دائماً لتطوير نفسه وتثقيفها علمياً، ونصحه بالابتعاد عن العواطف في إدارة الحلقة والانتصار لنفسه.
ورأى الشيخ أحمد عبدالكريم، لتطوير الجمعيات وحلقاتها والنهوض بمسؤولياتها على الوجه الأكمل، زيادة مرتبات المعلمين، ليتسنى لها انتفاء الأكفياء، ومراعاة ظروف المعلم والوقوف معه في السراء والضراء.
وتطرق فضيلته إلى مشكلات حلقات التحفيظ وهي تنحصر في ثلاثة جوانب، أولاً المشكلات الخاصة بالمدرسين التي تتبلور في عدم وجود المساعدين الدائمين لمدرسي الحلقة والضعف الأصلي بشخصية المدرس، وعدم تفرغ المدرس للحلقة ذهنياً أو زمنياً، وعدم تحديد الأهداف ووضوحها في فكر المدرس، وعدم قيام بعض المدرسين بتثقيف أنفسهم وتطويرها، وعدم حصول بعض المعلمين على دورات في مهارات تدريس القرآن الكريم، وعدم حصول بعض المعلمين على دورات في فن التعامل مع المراهقين والشباب.
وثانياً مشكلات خاصة بالطلاب، والمتمثلة في تكليف أولياء الأمور بما يتعارض مع وقت الحلقة، وعدم استشعار الطالب لفضل القرآن، وعدم قدرة الطالب على القراءة وإتيان الطالب للحلقة بلا هدف سوى إضاعة الوقت، وعدم التوفيق بين الدراسة النظامية والحلقة، وعدم الاهتمام من أولياء الأمور بأبنائهم ومتابعة مستواهم، كما توجد هناك مشكلات متعلقة ببيئة الحلقة والتي تكون في كثرة الطلاب أو قلتهم، وتفاوت أعمار الطلبة، وعدم مناسبة زمان ومكان الحلقة، وعدم توفر الموارد المالية، وعدم توفر المدرس البديل عند غياب المدرس الأصلي.
وأوضح رئيس جمعية تحفيظ العلا أنه لتطوير الحلق ورفع مستواها هناك وسائل تتركز في تحقيق عدد من الطلبات والأمور المهمة لعناصر مكونات الحلقة، فمن ناحية الطلاب، يجب التعرف على نفسية الطالب وبيئته، لمعرفة ما ينفعه وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وأهمية تواصل مدرس الحلقة مع المرشد الطلابي ليتكاتفا في توجيه الطالب لما يعود عليه بالخير، ويجب أن يتعود الطالب على الجدية في الحلقة، وكذا فتح المجال للطالب لكي يتحدث مع معلمه فيما يجول في خاطره، وتشجيع الطالب فيما يقوم به من أعمال ولو كانت يسيرة ولكن بحدود، مع البعد بقدر المستطاع عن فصل أو طرد الطالب عن الحلقة، حتى لا يكون سبب إزعاج للحي، وأيضا عدم الاقتصار على تحفيظ القرآن فقط لابد من ربطه بواقع الطالب، وذلك بتفسير بعض الآيات وتبيان بعض الأحكام التي تهم الطالب وتوضح أخلاق حامل القرآن وأهمية التحلي بها، كما ينبغي للجمعية أن تنسق مع إدارة التربية والتعليم لمنح طلاب حلقات تحفيظ القرآن ميزات إضافية في مدارسهم من باب التشجيع لهم.
أما من ناحية ولي الأمر، فيقول الشيخ أحمد عبدالكريم: إنه يجب تشجيع أولياء الأمور على ربط أولادهم بهذه الحلقات، وكذا متابعة الابن والرفع لولي الأمر بكل ما يحدث لأبنه (إذا كان في ذلك مصلحة) والاستماع لملحوظات ولي الأمر بصدر رحب، وإشعار ولي الأمر بأن ما تقوم به الحلقة هو بعد الله نتيجة لدعمهم المادي والمعنوي، ودعوة ولي الأمر لزيارة الحلقة في رحلاتها وزياراتها (بحدود) والبحث مع ولي الأمر في وضع ابنه محاولة لحل مشكلاته، إلى جانب تثقيف ولي الأمر ببعض الجوانب التربوية في جانب تربية الأولاد ووضع بعض الدروس في مسجد الحي، للتحدث عن هذا الجانب، وتكون هذه الدروس باسم الحلقة.
وبالنسبة لجانب الحلقة، فيبين الشيخ أحمد عبدالكريم أنه يجب إيجاد المكان المهيأ، وإيجاد وسائل نافعة يستغل الطالب فيها وقته (مكتبة، صالة للمذاكرة، مكتبة صوتية) مع محاولة إقامة مكان ترفيهي مخصص للحلقة ويكون بجوار المسجد (ملعب)، وتقسيم الحلقة إلى حلق حتى تكون الفائدة أكبر، وذلك مراعاة للفوارق الفردية بين الطلاب، والمتابعة في إقامة الرحلات والزيارات لتكون وسيلة من وسائل بقاء الطالب في الحلقة، والإكثار من الجوائز والحوافز قدر المستطاع، والبحث عن دخل ثابت للحلقة (وقف)، كما أنه لابد من وضع من هو على قدر المسؤولية في الحلقات حتى لا تتكرر الأخطاء، بالإضافة إلى تبادل الزيارات مع الحلقات الأخرى، ووضع المسابقات الثقافية والترفيهية فيما بينهم، كذلك يجب أن يدرس جميع حلق الحي الواحد في مسجد واحد، وذلك بشكل مدارس قرآنية في الحي، لإشعال روح التنافس بين الطلاب.
وفي ختام حديثه، استعرض رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في العلا أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، فقال: إنها تتمثل في تعليم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وتدبراً، والسعي إلى تحفيظهم له عن ظهر قلب، وغرس حب القرآن في نفوس الطلاب، وتعريفهم بعظمته، وتربيتهم على تعاليمه وآدابه، وحفظ أوقات الطلاب، والعمل على صرفهم لها فيما يعود عليهم بالنفع دينا ودنيا، وكذا تزويد الطلاب بكثير من أحكام الإسلام وآدابه، وبخاصة ما لا يسمع المسلم جهله، والقيام بتعليمهم بعض جوانب الثقافة الإسلامية، وشيئاً من سير الأنبياء والصحابة والعلماء، وذلك حسب ما يتناسب مع أعمارهم وثقافتهم بالإضافة إلى عمارة المساجد بتلاوة القرآن الكريم، وتعليم العلم الشرعي، وإحياء رسالة المسجد، وتقويم ألسنة الطلاب، والعمل على إجادتهم النطق السليم للغة العربية، وإثرائهم بجملة وافرة من مفرداتها وأساليبها، وتخريج دفعات من الطلاب مؤهلة لتدريس القرآن الكريم، وتولي إمامة المصلين في المساجد، وإثراء الأمة بجملة من العلماء وطلبة العلم، وذلك أن القرآن الكريم هو اللبنة الأولى في طريق طلب العلم كما هو هدي السلف الصالح، إلى جانب تحصين الطالب إيمانياً وثقافياً وفكرياً وتربوياً ضد أي غزو فكري دخيل، مع إيجاد مكان مناسب تربوي لإفراغ طاقات الشباب الوقادة.
|