الحمد لله وان أتى الدهر بالخطب الفادح والحدث الجلل وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي دعا إلى الهدى وحذر من البدعة والضلالة واتباع الهوى، اللهم إنا نستمد بك المنحة ونستدفع بك المحنة ونسألك العصمة كما نستوهب منك الرحمة
قال الله تعالى: {والًفٌتًنّةٍ أّكًبّرٍ مٌنّ القّتًلٌ} وقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن فتن الزمان ومما قال عندما تجرأ عدو الله عبدالله ذو الخويصرة أن يقول للرسول صلى الله عليه وسلم اعدل يا محمد وهمَّ بعض الصحابة بضرب رأسه قال دعوه فإنه سيخرج من ضئضئ هذا الرجل أقوام لا يتعدى ايمانهم تراقيهم وقال في حديث آخر سيخرج في آخر الزمان أقوام حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية الخ، وما هذه الفئة الباغية الضالة التي تخرج هذه الأيام من الأوكار إلا من سلالة عبدالله ذي الخويصرة عليه وعليهم لعائن الله فقد قتلوا الأبرياء ودمروا الممتلكات وروعوا الآمنين وانتهكوا حرمة البلد الحرام في الشهر الحرام وخرجوا عن جماعة المسلمين وعن طاعة ولي الأمر وأساءوا لسمعة البلاد وأحدثوا أمراً نكرا فقد وجب على المسلمين حربهم ونبذهم كما لعن علي رضي الله عنه قتلة عثمان فقال: «اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل» لذلك فإننا نقول لمن له ضلع في تدبير هذه الفتن أو من يؤيدها أو ينفذها: إنكم تأتون منكرا وكبيرة من الكبائر فاتقوا الله في المسلمين وأعراضهم ودمائهم وانتهوا عما أنتم فيه من بغي وتوبوا إلى الله ولا تشقوا عصا ولا تفرقوا جماعة فينزل بكم غضب الله وعقابه فقد حذركم ربكم كما حذر الذين من قبلكم بقوله: {لّئٌن لَّمً يّنتّهٌ المٍنّافٌقٍونّ والَّذٌينّ فٌي قٍلٍوبٌهٌم مَّرّضِ والًمٍرًجٌفٍونّ فٌي المّدٌينّةٌ لّنٍغًرٌيّنَّكّ بٌهٌمً ثٍمَّ لا يٍجّاوٌرٍونّكّ فٌيهّا إلا قّلٌيلاْ. مّلًعٍونٌينّ أّيًنّمّا ثٍقٌفٍوا أٍخٌذٍوا وقٍتٌَلٍوا تّقًتٌيلاْ . سٍنَّةّ اللَّهٌ فٌي الذٌينّ خّلّوًا مٌن قّبًلٍ ولّن تّجٌدّ لٌسٍنَّةٌ اللَّهٌ تّبًدٌيلاْ. } ونقول للإخوة المواطنين والمقيمين ضيوف بلاد الحرمين يجب عليكم الوقوف بالمرصاد ضد أهل البغي والفتنة وضيقوا عليهم حتى يقطع الله دابرهم وينقلبوا على أعقابهم خاسرين فهذه شجرة خبيثة يجب اجتثاثها.
ونقول لولاة الأمر: سددكم الله وأعانكم وأدام عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ولكم على الرعية حقوق السمع والطاعة في المنشط والمكره أما دعاة الفتنة{فّسّيّكًفٌيكّهٍمٍ اللَّهٍ وهٍوّ السَّمٌيعٍ العّلٌيمٍ } {رّبَّنّا لا تٍزٌغً قٍلٍوبّنّا بّعًدّ إذً هّدّيًتّنّا } وانهج لنا سبيلا يهدي إليك وافتح بيننا وبينك بابا نفر منه إليك وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|