|
ها هو رمضان يوشك أن يودعنا وتوشك ساعة الرحيل أن تحين فيودعنا على أمل اللقاء به إن بقي في العمر فسحة وياليت حالنا كحال السلف الصالح فقد كانوا يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، وهؤلاء هم الذين عناهم الله تعالى بقوله {والَّذٌينّ يٍؤًتٍونّ مّا آتّوًا وقٍلٍوبٍهٍمً وجٌلّةِ أّنَّهٍمً إلّى" رّبٌَهٌمً رّاجٌعٍونّ} فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {والَّذٌينّ يٍؤًتٍونّ مّا آتّوًا وقٍلٍوبٍهٍمً وجٌلّةِ أّنَّهٍمً إلّى" رّبٌَهٌمً رّاجٌعٍونّ} قالت عائشة رضي الله عنها: اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ان لا يقبل منهم اولئك الذين يسارعون في الخيرات وروي عن علي رضي الله عنه قال: كونوا لقبول العمل اشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إنَّمّا يّتّقّبَّلٍ اللَّهٍ مٌنّ المٍتَّقٌينّ } وعن فضالة بن عبيد قال: لأن اكون اعلم ان الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل احب الي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول {إنَّمّا يّتّقّبَّلٍ اللَّهٍ مٌنّ المٍتَّقٌينّ } قال ابن دينار: الخوف على العمل ان لا يتقبل اشد من العمل، وقال عبدالعزيز بن ابي رواد: ادركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فاذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم ام لا، قال بعض السلف كانوا يدعون الله ستة اشهر ان يبلغهم شهر رمضان تم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، وعن الحسن رحمه الله تعالى قال: ان الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بضاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، هكذا كانوا وها نحن كنا فجدير بنا ان نقتفي اثرهم ونسلك مسلكهم ونغتنم ما بقي من رمضان لو كانت ساعات معدودة ما دام في العمر فسحة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |