Friday 21st november,2003 11376العدد الجمعة 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وبعد رمضان وبعد رمضان
أحمد بن عبدالكريم الخضير ( * )

* كتب - مندوب الجزيرة: من الملاحظ ان بعض الناشئة والشباب ممن يرغبون في حفظ كتاب الله يجدون صعوبات في الحفظ نتيجة لعدم توفر الوقت، والجو الملائم أو أسباب أخرى، ما الدور المطلوب من التربويين وعلماء النفس والأساتذة المختصين والأسرة في معالجة مثل هذه المشكلات، ووضع الحلول المناسبة لها، وبالتالي دعم هذا التوجه الخير للأبناء والبنات؟ «التحقيق» التالي يطرح هذه المشكلة وكيفية معالجتها:
لقد كنا في شهر البركات والرحمات، في شهر الرضوان والغفران والعتق من النيران، كنا نتسابق في فضائله ونعمل في مضماره، فهنيئاً لمن فاز فيه وغفرت له ذنوبه، هنيئاً للمقبول وغزاءً للمردود. انقضى رمضان وفي القوم رابح وخاسر، انقضى رمضان ومن الناس من ودع العمل الصالح بعده، ومنهم من نقض عهده ووعده وعاد إلى سابق عمله، انقضى رمضان ومن الناس من كان يخادع الله في رمضان {وّمّا يّخًدّعٍونّ إلاَّ أّّنفٍسّهٍمً وّمّا يّشًعٍرٍونّ><ه9ه>}. أيها القارئ الكريم:عجباً لمن نقض عمله، ونقص في طاعته، عجباً لمن اتبع الحسنة بسيئة فنعوذ بالله من الضلالة بعد الهداية. إن من علامة قبول الحسنة اتباعها بالحسنة، ومن علامة الرد اتباعها بالسيئة. لئن انتهى رمضان فإن مواسم الخير والفضائل لا تنقطع، وأبواب الخير والأجور أمام المسلم كثيرة فلنسلك طرقها، ولنأخذ بها لتؤثر في حياتنا وتزيد في إيماننا فما يمضي عمر المؤمن ساعة إلا ولله منها عليه وظيفة من وظائف الطاعات فالمؤمن يتقلب بينها لرضى الله سبحانه وتعالي، إذ ان المؤمن عمله لا ينقطع إلا بالموت قال الله عز وجل {وّاعًبٍدً رّبَّكّ حّتَّى" يّأًتٌيّكّ اليّقٌينٍ><ر99ر>} فالعبد المؤمن مسافر في هذه الحياة إلى ربه جل وعلا، والمدة في السفر هي عمره {يّا أّيٍَهّا الإنسّانٍ إنَّكّ كّادٌحِ إلّى" رّبٌَكّ كّدًحْا فّمٍلاقٌيهٌ><ه6ه>} يقول الحسن رحمه الله: ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم: «أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني وزودني بعمل صالح فإني لا أعود إليك إلى يوم القيامة» فهل نعي ذلك ونستعد للعمل. لقد انقضى رمضان وتباين الناس بعده كما تباينت نتائجهم فمن كان يظن ان الله لا يعرف إلا في رمضان، فقد اساء الأدب مع ربه، وضل الطريق مع نفسه، وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، وبئس القوم الذين لا يعرفون للمسجد طريقاً إلا في رمضان. فهل أخي الكريم نسعى سعياً حثيثاً إلى تصحيح وضعنا، ونسير على الطريق المستقيم، وندعو أنفسنا إلى المحاسبة والمجاهدة؟

( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved