بالتأكيد لكل أمة إرث من الحضارة والعلم والعمل والمعرفة، وإرثنا - والحمد لله - نابع من ديننا الحنيف، وقد تربى آباؤنا، وأجدادنا على ذلك، وكانت سلوكياتهم، وعلومهم ترتكز أساساً على الدين الحنيف، ولم تكن ذاكرتهم النقية الصافية تحتوي على الترهات وفوارغ الأمور، وبالتأكيد فإن ذلك ينتقل من جيل إلى جيل، ويتوارثه الأبناء من آبائهم، ليزيدوا عليه، ويطوروه بما يتوافق مع تغيرات الحياة، وتطوراتها، واختلاف الأزمنة والأمكنة.
إننا لا نريد أن تكون ذاكرتنا مقتصرة على ما حوته ذاكرة آبائنا وسلفنا الصالح رغم أهمية ما حوته تلك الذاكرة، إننا نريد أن نأخذ العلوم بأنواعها ومن منابعها، ونريد التطور والحضارة، ولكننا بالتأكيد لا نريد أن تصبح ذاكرة الأبناء مليئة بالفارغ من الأمور وضياع العقل، ولا نريد لهذه الذاكرة البيضاء أن تصبح صحفاً سوداء مليئة بالشذوذ، والأفكار الغريبة، والحالات المكروهة وحب المحرمات، والشهوات، والسعي لها، لا نريدها أن تصبح وكراً لارتكاب الموبقات، والكبائر والآثام، ولا نريدها أن تصبح محشوة بالأفلام، والأغاني الهابطة، والألحان الفاسقة.
لا نريدها أن تتأثر بشوارع الغرب التي هي مرتع للفسق والفجور، إننا نريدها نقية صافية تحمل علوم الدين من عقيدة وفقه، وغيرها بالاضافة لعلوم الفيزياء، والكيمياء والهندسة، والطب، والرياضيات، والذرة، والإلكترونيات.
إننا نريدها أن تأخذ المطلوب من الآباء، وتأخذ الصالح من واقع الحياة بما فيه خير الفرد وأمته، ودولته، ومجتمعه، ودينه، وإلا كانت النتائج عكس المراد، وأتت بما لا تحمد عقباه على الجميع.. والله المستعان.
|