كَتَبَ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتاباً إلى أبي موسى ذكر فيه قواعد مهمة ومنها «أما بعد لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعتَ الحق، ومراجعةُ الحق خير من التمادي في الباطل» وقال أيضا «وراجعت فيه نفسك وهُديت فيه لرشدك ان تُراجع الحق فان الحق قديم».
وقال الإمام مالك «من سعادة المرء ان يوفق للصواب والخير، ومن شقاوة المرء أن لا يزال يُخطئ»..
هذا هو سَنَنَ أهل العلم وطريقة الصادقين إذا رأوا ان في أقوالهم خطأ أو اجتهاداً غير موفق ترتب عليه مفاسد عظيمة، تراجعوا وأنابوا عما فعلوا. كيف لا يرجع الإنسان العاقل وقد ترتب على أقواله قتل أنفس معصومة..
هذا ما صرّح به الشيخ علي الخضير على الملأ صدقاً من قلبه وطلباً لما عند الله فهذا فيه فوائد على البلاد والعباد ومنها:
1 شكر الله تعالى ثم شكر كل من ساهم في حصول هذا الخير، وهذه المكاشفة من علمنا اسمه من أجهزة الدولة المختلفة، ومن لم نعرفه بالدعاء له بالتوفيق والتسديد، فهذا والله يُسر الصديق ويسوء العدو.
2 التراجع عن الأقوال والاجتهادات غير الموفقة مما يمدح به الرجل وليس بمنقصه.
3 الرجوع للصواب والمنهج الوسط هو الذي يجب على كل مسلم وهو الذي عليه علماء هذه البلاد وهو الذي ارتضاه الشيخ في كلامه.
4 الإجمال الذي ذكره الشيخ في المسائل التي رجع عنها كان صواباً لأن التفصيل له محل آخر، وكما قيل الشبهة خطافة».
وقد بيّن العلماء في أجهزة الإعلام شيئاً من ذلك.
5 يا شباب الإسلام ها هو الشيخ الخضير يعلنها بكل صراحة ويأمركم بالكف عما أنتم فيه، والرجوع إلى الحق، لأن هناك آخر وحساباً وجزاءً فهل تطيعون الله ورسوله وأولي الأمر وتحكمون عقولكم؟
أو يصبح المرء متابعاً لهواه! ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هذى من الله، نسأل الله لكم الهداية والرشاد.
وختاماً أقول لإخواننا كتاب الأعمدة والزوايا في الصحف وخاصة الشباب منهم ان يدعوا الغمز واللمز والتهوين من شأن هذا التحول الكبير والمبادرة النافعة.
وأقول للعقلاء وأهل الرأي فينا ان يثروا هذه المبادرة ويسعوا إلى تفعيل هذا الحدث فيما ينفع البلاد والعباد فالأمن للجميع والمصلحة عامة للأمة.
قال ابن تيمية «فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به، وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فان الجماعة رحمة والفرقة عذاب».
(*) جامعة الملك سعود كلية التربية
|