Friday 21st november,2003 11376العدد الجمعة 27 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لماذا يقتلون أنفسهم وغيرهم؟! لماذا يقتلون أنفسهم وغيرهم؟!
علي جبران الصميلي الذروي(*)

يحزّ في قلب كل مسلم غيور على دينه وأمّته وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة في المملكة بلاد الحرمين الشريفين ومحط أنظار المسلمين ومهوى أفئدتهم من سائر أرجاء المعمورة، هذا البلد الأمين الذي يرفع راية التوحيد ويدعو إلى عقيدة التوحيد ويحتكم إلى الشريعة الغرَّاء المستمدة من كتاب الله الكريم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا البلد الأمين الذي أعطى وقدّم للإسلام والمسلمين الكثير والكثير من العطاء والدعم والنصرة والخدمات الجليلة والعظيمة منذ تأسيس بنيانه على يد الإمام الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيَّده الله وأمد في عمره، هذا البلد الأمين الذي يتعايش مع أبنائه ملايين الناس من كل حدبٍ وصوب من مسلمين وذميين وفدوا إليه لطلب لقمة العيش الكريمة واثقين بما هو مشهور به من أمن وأمان وسلام واطمئنان، واليوم يأتي حفنة من الشذاذ المنحرفين أو المجرمين البائسين بافتعال وارتكاب هذه الحوادث الإرهابية الإجرامية في بعض أرجائه دونما حياء من الله يرد عنهم أو وازع من إيمان يمنعهم، فمن هم هؤلاء المجرمون وإلى أي فصيل من فصائل الإجرام ينتمون؟ وماذا يريدون من وراء حوادثهم السوداء هذه؟. مما هو معلوم أن المجرم غالباً ما يكون حريصاً على حياته فهو لا يوقعها في المهالك ويقتل الغير إمَّا غيلة وغدراً وإما بواسطة عملاء له يستخدمهم لهذا الغرض ويمشي في جنائز ضحاياه ولكنه لايقتل نفسه بيده إلا نادراً وعندما يتأكد لديه بأنه مقضيّ عليه على أيدي سلطات الأمن عندها ينتحر بيده لا بيد عمرو أو كما ورد في المثل العربي القديم، وأمّا أن يزرع نفسه بديناميت الموت راضياً مختاراً ويمضي إلى مثل تلك النهاية المروعة فهذا شذوذ عن المألوف ولا يفعله إلا غبي أحمق مفرط في الغباء والحمق أيا كان معتقده وأيا كان هدفه، أو مخدوع مغرر به من جهات معينة أو شخص له عليه تأثير كبير فانطلق لانفاذ ما كلف به وحرّضه على فعله وزين له ارتكابه مغمض العينين دون تبصر أو بصر أو تفكير في العواقب ويحصل هنا في بعض صغار الشباب الذين أخذوا طرفا قليلا من الدين وطغت العاطفة الدينية على مشاعرهم تأثراً ببعض الدوافع والمؤثرات فانحرفوا عن الصراط المستقيم والمنهج القويم في وجوب طاعة ولي الأمر وملازمة الجماعة واحترام الحقوق الخاصّة والعامة، ومثل هؤلاء الشباب الصغار المارقين من الإسلام بسبب غلوِّهم في الدين يسهل اصطيادهم واستخدامهم لإنفاذ مثل هذه الحوادث الإرهابية الإجرامية من قبل المجرمين الحقيقيين أعداء الإسلام والمسلمين وبعضهم للأسف يعيشون في بلاد إسلامية ولهم تأثير ونفوذ وإمكانيات، نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يعيذ هذه البلاد الأمينة بلاد الحرمين الشريفين من شرورهم وأن يجعل تفجير مجمع المحيا السكني في الرياض آخر حوادثهم الإجرامية في المملكة وإننا لعلى يقين بأن هذه الأزمة ستنتهي قريباً وسيتم القضاء بحول الله وقوته على جميع المتسببين في وقوع هذه الحوادث المؤسفة إلا من بادر منهم بتسليم نفسه لولي الأمر ملتمساً من الله التوبة ومن ولي الأمر العفو والصفح وستبقى المملكة العربية السعودية شامخة البنيان في أمن وأمان واستقرار بحول الله وتوفيقه للتلاحم الوطني الراسخ بين أبنائها حكاماً ومحكومين ولتمسكها بعقيدة التوحيد وشريعة القرآن وستلفظ بعيداً كل من يشذ عن هذا المنهج القويم {وّاللَّهٍ غّالٌبِ عّلّى" أّمًرٌهٌ وّلّكٌنَّ أّكًثّرّ النَّاسٌ لا يّعًلّمٍونّ }.

(*) مكتب الدعوة والإرشاد في جيزان

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved